الإيمان بالأشياء الخارقة للطبيعة2من اصل3
لذا، دعونا نفترض أنك قررت الإمساك بسماعة الهاتف والاتصال بصديقك؛ بداية، يبدأ النشاط الدماغي في التخطيط للفعل )الذي من المفترض أن يكون السبب فيه نشاط دماغي سابق أو أحداث خارجية)، يؤدي هذا النشاط الدماغي إلى إنتاج أفكار بشأن الاتصال بالهاتف. وأخيرا، تمد يدك وتمسك بالسماعة، وتقفز إلى النتيجة الخاطئة بأن أفكارك الواعية هي التي سببت الفعل.
هل يمكن أن يتم هذا الأمر على هذا النحو؟ أجرى ويجنر عدة تجارب للتأكد من هذا؛ افترض ويجنر أن هناك ثلاثة متطلبات لحدوث تجربة الإرادة: يجب أن تتكون الفكرة قبل وقوع الفعل، ويجب أن تكون الفكرة متسقة مع الفعل، ويجب ألا تصاحب بأسباب أخرى. ولاختبار هذا الافتراض، أجرى ويجنر تجربة ألهمته إياها لوحة ويجا القديمة، التي اعتمدت- مثل الطاولات الناقرة لفاراداي- على حركة عضلية غير واعية. وفي نسخة ويجنر من تلك اللوحة، استبدل بالكوب لوحة صغيرة مثبتة على فأرة الكمبيوتر؛ يضع لاعبان إصبعيهما على اللوحة التي تحرك مؤشرا على شاشة تعرض 50 شيئا صغيرا. استمع المشاركون إلى كلمات عبر السماعات، وكان عليهم الإبقاء على حركة الفأرة حتى يستمعوا إلى إشارة بالتوقف. في واقع الأمر، كان أحد اللاعبين متحالفا مع ويجنر، وكان يتحكم في إيقاف حركة الفأرة، مما مكن ويجنر من إثبات أنه في ظل ظروف معينة، كان الخاضعون للبحث متأكدين تمام التأكد من أنهم أوقفوا الفأرة بأنفسهم، في حين أن هذا في واقع الأمر قد تم على يد شخص آخر. حدث هذا، كما توقع ويجنر، عندما سمعوا اسم الشيء قبل التوقف مباشرة.
ادعى ويجنر أن وهم الإرادة الحرة يحدث تماما مثل الخدعة السحرية، وينبع لنفس السبب. يمكن أن يدفع السحرة جمهورهم للاعتقاد بأنهم اختاروا الورقة، أو أنهم خمنوا الرقم بأنفسهم، ويمكن أن ننخدع جميعا في الحياة العادية؛ وخلص إلى أن الاعتقاد بأن أفكارنا الواعية تسبب أفعالنا، ما هو إلا وهم، وسواء أكنت تتفق مع هذا أم لا، فإن تلك الأمثلة التي عرضناها تطرح شيئا واحدا على نحو مؤكد؛ وهو أن شعورنا بأننا نريد شيئا،