الابن الأكبر 2 – 3
أما بالنسبة للأم الشابة (وخاصة إذا كانت صغيرة السن)، فإنها بمجرد علمها بأنها ستنجب مولودها، تتعرض لأزمات تتمثل في الخوف مما سليم بها، والقلق والاضطرابات مما سيجيء، وما يتبع هذا وذاك من متاعب الحمل، وآلام الوضع، ثم مسئوليتها تجاه مولودها، وضرورة المحافظة عليه، وحمايته، والانشغال بالمحافظة على مواعيد الرضعات، ونظافته الدائمة.. كل ذلك يكون عاملاً أساسياً في تغيير نظام حياتها، وبالتالي نظام المنزل كلهن وفي المقام الأول، تغيير نظام علاقتها بزوجها.
إن الذي يتحمل نتيجة كل هذه المتاعب، هو الطفل بلا شك، ذلك لأن توتر أعصاب الأم، أو تعبها، أو قلقها. كل ذلك ينعكس عليه، ويؤثر فيه، مما يحيطه بجو من القلق والتوتر.
وبعد أن تمر هذه الفترة. فإن الطفل في سنواته الأولى يكون سعيداً، ذلك لأنهي شعر أنه محور اهتمام جميع المحيطين به؛ فالوالدان لا ينظران إليه ولا يهتمان إلا مطالبه.
ولكن عندما يولد الإبن الثاني، فإن الانشغال والاهتمام ينصرفان إليه. وهنا يرى الإبن الأكبر، إن المولود الجديد، بالرغم من متاعبه التي لا حصر عليها، وبكائه طول اليوم، إلا أنه يستحوذ على الاهتمام الكلي للأم، وبذلك يكون قد انتزع منه الميزة التي كان ينفرد بها.
وقد يكون لذلك تأثير خطير على إحساس الطفل، الذي يكون غير قادر على الإدراك والفهم. ومن هنا تنشأ مسئولية الوالدين؛ إذ يجب ألا شعرا طفلهما، في هذه المرحلة بالذات، بأنه مهمل، وأن اهتمامها قد اتجه إلى غيره.