“الاستيطان الاسرائيلي”(التاريخ والواقع والتحديات الفلسطينية) ـ للدكتور جوني منصور

“الاستيطان الاسرائيلي”(التاريخ والواقع والتحديات الفلسطينية) للدكتور جوني منصور

'الاستيطان الاسرائيلي'(التاريخ والواقع والتحديات الفلسطينية)  للدكتور جوني منصور

صدر حديثا عن دار الاسوار عكا كتاب “الاستيطان الاسرائيلي”(التاريخ والواقع والتحديات الفلسطينية) للدكتور جوني منصور. يقع الكتاب في 215 صفحة من القطع الوسيط. ويأتي صدور الكتاب في مرحلة مصيرية من مراحل الصراع الاسرائيلي العربي/ الفلسطيني، وفي اعقاب الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة دون التوصل الى تسوية حقيقية مع الفلسطينيين سوى مجموعة من الترتيبات الحياتية اليومية لتصريف الامور الجارية بين الطرفين. والكتاب المذكور عبارة عن سلسلة من البحوث والدراسات العلمية المبنية على معطيات احصائية حديثة لها علاقة بتطور الاستيطان وتحوله الى عقدة مركزية في طريق التوصل الى حل سلمي او على الاقل الى تسوية بين طرفي الصراع. يتطرق الكتاب الى مواضيع لم تطرح في السابق، منها على سبيل المثال: استعمال المستوطنين ووسائل تثقيفهم لنصوص ادبية لدعم حركتهم الاستيطانية في مواجهة الحركة الادبية الفلسطينية المقاومة لهم. كما تطرق الكتاب الى الجهاز التعليمي والتربوي في المستوطنات ومقارنته مع الجهاز التعليمي الاسرائيلي حيث يبين الباحث انه لا فرق بين الجهازين بل هما جهاز واحد متناسق ومتناغم للغاية. واشار الكتاب في احد مقالاته الى مساهمة الحركة الاستيطانية في تدمير البيئة الفلسطينية بواسطة تحويل مناطق كثيرة في الضفة الغربية وقطاع غزة الى مكبات للنفايات الناتجة عن المصانع الاستيطانية. وتطرق الكتاب في بعض مواده الى الجدار الفاصل بكونه مظهرا من مظاهر الابرتهايد الذي تستعمله الحكومة الاسرائيلية بذريعة حماية مواطنيها من الفلسطينيين، وهو أي الجدار عبارة عن سجن كونته اسرائيل بموافقة صامتة من المحافل الدولية التي تدعم اسرائيل. ويستعرض الكتاب صورة العلاقات بين الجيش الاسرائيلي وبين المستوطنين بكون هذا الجيش قد تحول الى وسيلة بيد المستوطنين يستغلونه في سبيل تدعيم نشاطاتهم بكونها صادرة عن الحكومة الاسرائيلية ،وهم أي المستوطنون يقومون بتأدية “رسالة مقدسة” صادرة عن الحكومة وما على الجيش سوى حمايتهم وتوفير هذه الحماية بصورة خدمة لهم. وهكذا تحولت كل مرافق الحياة في اسرائيل بصورة شبه كاملة الى مجندة لخدمة المشروع الاستيطاني الاسرائيلي. وتستند نظرية مؤلف الكتاب د. جوني منصور على ان الاستيطان الاسرائيلي ما هو الا شكل من اشكال الاستعمار التقليدي في تكوينه الفعلي، وقد تحول الى استيطان مجند من قبل العقيدة الدينية والعسكرية والسياسية، وهذا التوجه نال دعما جماهيريا من قبل الاوساط والمحافل السياسية الاسرائيلية على مختلف مشاربها وتوجهاتها. فالاستيطان الاسرائيلي يشكل عقبة كأداء امام الفلسطينيين ويتوجب عليهم مواجهته بكل السبل المتاحة لهم للتخلص منه اولا ثم للبدء بسلسلة من المفاوضات التي تكمل طريق التسوية. بمعنى آخر فإن واضع الكتاب يرى انه يتوجب على الفلسطينيين السعي بكثافة الى انهاء الاستيطان قبل التعرض الى امور اخرى. يمكن اعتبار هذا الكتاب مساهمة علمية مدروسة في كشف المزيد من خفايا وخبايا الحركة الاستيطانية الصهيونية الاسرائيلية ومساهمتها في تدمير حياة ومستقبل الفلسطينييين، وان الطروحات في الكتاب جديدة من حيث مقارنة الاوضاع السائدة في المستوطنات والاوضاع في القرى والمدن الاسرائيلية والعربية في اسرائيل اعتمادا على الاحصائيات والمعطيات الرقمية الصادرة عن دائرة الاحصاء المركزية في اسرائيل والوزارات المعنية بالأمر كوزارات: المالية والأمن والاسكان والهجرة والاستيعاب في اسرائيل، رغم انها ليست كاملة وناقصة في الوقت ذاته.

m2pack.biz