البحث عن الأصالة والمعاصرة في تراث العمارة العربية2من اصل3

فكان دائم البحث عن التراث في العمارة العربية كمقابل موضوعي ودرع لحماية الهوية الوطنية، وبالبحث عن الخاصية المعمارية في مصر لم يجد فيها إلا ما تركه الفراعنة والمسلمون من عمران، ويرى أن مصر فقدت الاستمرارية الحضارية، وفقدت معها شخصيتها المعمارية منذ أن أنهى محمد على حكم المماليك.

فدرس بتوسع العمارة الفرعونية والعمارة القبطية والعمارة الإسلامية، وهذه العمارات هي تاريخ الحضارة المصرية على مر القرون والأزمنة، إضافة إلى تأثره بالروح الخاصة بعمارة البيئة وبعمارة الفلاح.

ومما ساعد حسن فتحي على تأكيد نظريته أنه في الستينات كان الرأي العام السائد أن ما يقام في الغرب من عمارة يعتبر دخيلاً على البيئة العمرانية والحضارية للمدن، ذلك بعد فترة من الزمن تمتد من الخمسينيات حتى الستينيات، ارتبطت فيها القيم الإنسانية بالكشف عن آفاق جديدة في الفكر والتكنولوجيا.

ولم يكن البعض مستعداً للفصل بين دور البناء كخدمة اجتماعية واستعمال الوسائل التقليدية لإحياء الطرز التقليدية، من هذا اتضح الالتقاء بين فكر حسن فتحي الذي بدأ يظهر على الساحة الدولية في الستينات والرأي العام المعماري، الذي ملأ الحركة المعمارية الحديثة في الغرب، وكان ذلك نتيجة عمل دائب وإصرار على تنفيذ ما اقتنع به، لقد حارب في جبهات عدة لتنفيذ نظريته، حتى التفت إليها العالم خاصة بعد تنفيذ “القرنة الجديدة” وهو المشروع الذي بني عليه نظرياته، في الاستيطان الريفي أو التصميم العماري، وكان لارتباط اسمه بالعمارة الريفية أثر كبير ففتح أمام الغرب رؤية جديدة لإمكانية تطبيق أساليبه في مشروعات ريفية أخرى، في أفريقيا وآسيا، وأمريكا الجنوبية، حيث توجد جذور مشابهة في العمارة الريفية وفي كل أبحاثه وأعالة بقى منتمياً لهذه الأرض ومقتنعاً بما يقوم به فاستوعب مادة العصر الموجودة فيه واستوعب التشكيلات والتكوينات التي تنتج من المادة واستنتج واستوعب طريقة البناء نفسها.

وعلى ذلك فإنه لم يكن متجمداً في خط واحد كما يقول البعض، لقد كون مدرسة بفلسفته الخاصة، وبفكره الخاص،