البرامج الرمضانية لم تغب عن شاشات السوريين الصغيرة في مناطق المعارضة والإسلاميون يصفونها بـ «برامج المرتدين»

البرامج الرمضانية لم تغب عن شاشات السوريين الصغيرة في مناطق المعارضة والإسلاميون يصفونها ب «برامج المرتدين»

البرامج الرمضانية لم تغب عن شاشات السوريين الصغيرة في مناطق المعارضة والإسلاميون يصفونها ب «برامج المرتدين»

البرامج الرمضانية لم تغب عن شاشات السوريين الصغيرة في مناطق المعارضة والإسلاميون يصفونها ب «برامج المرتدين»
ريف اللاذقية «القدس العربي»: تغيب شاشة التلفزيون عن مناطق المعارضة في سوريا خلال شهر رمضان، بينما تبقى وسائل التواصل الاجتماعي كال»فيسبوك» وال»يوتيوب» وسيلتهم الوحيدة لمتابعة البرامج الرمضانية التي تعودوا على مشاهدتها سابقاً، فيما يقول البعض إن الإسلاميين المقاتلين في بعض المناطق المحررة يسمّون هذه البرامج ب»برامج المرتدين».
يقول أحمد الشايب أحد سكان ادلب في تصريح ل»القدس العربي»، «الكهرباء هي سبب غياب التلفزيون عنا وقلة متابعة البرامج الرمضانية»، لكنه يشير إلى سبب آخر ألا وهو أنه في ظل سلطة الإسلاميين يتحول كل ممنوع إلى مرغوب، فهم يطلقون على هذه البرامج اسم برامج المرتدين، لكنني معجب بها، وأتابع بعض المسلسلات الرمضانية من اليوتيوب عبر الجوال دون أن يعلم الإسلاميون بذلك».
ليس أحمد هو الوحيد في ذلك، فهو كباقي السكان يريد أن يستعيد شيئاً من حياته الطبيعية التي تتمثل بمتابعة برامج رمضان حتى ساعات السحور كما يؤكد، فالكهرباء تأتي فقط من ال7 مساءً حتى 11 مساءً أي 4 ساعات فقط مما يحرم مئات الآلاف من قاطني المدينة من متابعة برامجهم الخاصة في باقي الأوقات.
وتقول فهيمة من بلدة سلقين المتاخمة لإدلب: «أريد أن أعد أطباقاً متنوعة لسفرة رمضان، وأحاول أن أشاهد بعض المطابخ الرمضانية عبر ال»فيسبوك»، مبينةً أن معظم البرامج التي تختص بالطبخ تكون إما صباحًا أو ظهرًا، لذا لا يتسنى لي مشاهدتها إلا بعد أن تعرض على وسائل التواصل الاجتماعي».
ناشطون من ريف ادلب، يؤكدون أن غالبية سكان المدينة والمخيمات المجاورة يملكون أجهزة موبايل حديثة يمكن من خلالها متابعة ما يجري في وسائل الإعلام خصوصاً في هذا الشهر، وذلك بسبب قرب مدينة ادلب من تركيا، حيث يقول خالد العمار من جسر الشغور، أن هناك خطوط اتصال تسمى «فايبر»، ومصدرها تركي، حيث باتت هذه الخطوط تغطي جميع القرى والبلدات في المدينة، ومن السهل الاشتراك بها عبر شبكات «الواي فاي»، التي لا يتجاوز سعر الاشتراك الشهري فيها 1000 ليرة سورية شهرياً لكل 4 غيغابايت.
خالد هو أحد المتاجرين بهذه الشبكات وصاحب إحدى صالات الانترنت، ويؤكد أن تجارته مربحة للغاية، ولا تستطيع أي من الفصائل منعه خصوصاً في ظل غياب أي وسيلة تواصل أخرى مع العالم الخارجي، إذ أنه توجد في جسر الشغور عشرات الشبكات وتتنافس فيما بينها لتحقيق نسب مبيعات كبيرة، ما يؤدي إلى خفض تكاليفها على السكان المحليين، الذين يتهافتون على صرف الاشتراكات الشهرية في شهر رمضان، حيث باتت حلقات مسلسل باب الحارة مثلاً تغزو الجوالات.
وضرب خالد مثالاً: أقوم بتنزيل الحلقة السادسة من مسلسل «باب الحارة»، وأرسلها إلى جاري دون أن يقوم هو بتحميله من الانترنت مرة أخرى، وهو بدوره أيضاً يرسله إلى جيرانه وبذلك تنتشر البرامج الرمضانية بتكلفة مادية بسيطة لا تتجاوز بضعة دولارات.
ورصدت «القدس العربي» في مدينة ادلب وحدها أكثر من 150 شبكة اتصال تباع في متاجر الهواتف المحمولة، ويتنافس مالكوها لرفع جودتها حتى أن بعض الشبان في المدينة يتابعون أحياناً مباريات كرة قدم عبر البث المباشر المتاح على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويؤكد ناشطون محليون أن الأجواء في شهر رمضان تتميز عن كل أشهر السنة، إذ يحاول السكان أن يصنعوا هذا التميز، خصوصاً بعد أن دخلت الحرب في سوريا عامها السابع وتحولت إلى روتين لا يملك السوريون من أمرهم فيها شيئاً.
قاطنو مناطق المعارضة يلجأون إلى فك الحصار عن أنفسهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بات كل منزل يتميز بمتابعته لبرنامج محدد تساعده شبكات التواصل على اختياره من ضمن باقة البرامج الرمضانية الكبيرة.
Share on FacebookClick to share on TwitterClick to share on Google+

m2pack.biz