البلورة المسحورة

فقره1
فقره1

1من اصل2

يبدو سوق مدينة «فليك»، والذي يحمل نفس الاسم، وكأنه مكان مسحور، حيث الاكتشافات المبهرة به تبدو بلا نهاية لما يحويه من المنتجات المحلية المألوفة وغير المألوفة.. فلا يمكن زيارة جزيرة موريشيوس دون المرور عليه.

هناء مكاوي، تصوير: شريف تميم

هو ليس فقط سوقًا لعرض المنتجات، بل هو مكان يعكس ثقافة وأسلوب حياة الجزيرة بالكامل. فعلى مساحة شاسعة في قلب المدينة التي تقع في الجهة الشرقية للجزيرة يمتد السوق طوال يومي الأحد والأربعاء من كل أسبوع في الهواء الطلق ليكون في انتظاره السكان المحليون والسواح على حد سواء، بفارغ الصبر. فبرغم أنه حديث نسبيًا، حيث أنشئ عام 2013، إلا أنه اكتسب سريعًا شعبية واسعة وأصبح من معالم الجزيرة التي لا يمكن تفويت زيارتها. يبدأ المزارعون منذ الصباح الباكر في تنسيق المحاصيل التي أتوا بها من أراضيهم وعرضها على موائد ضخمة يقفون خلفها في بشاشة ملحوظة ويضعون قائمة الأسعار بالعملة المحلية وهي الروبيل. أهم ما يميز هذا السوق هو وجود مجموعة ضخمة جدًا من الخضراوات والفاكهة منها المعروفة للجميع ومنها الغريب، بل والنادر أيضًا. لا تتردد أبدًا في أن تبدي اندهاشك، فالبائعون يقدرون ذلك تمامًا ويتجاوبون معه بأن يقدموا لك بكل ود تعريفًا وافيًا لكل منتج ويسمحوا لك بتذوقه، بل وتقديم اقتراحات لتناوله وطهوه.

بعد التجول بين المنتجات الزراعية تظهر رائحة التوابل الغنية لتلفت الأنظار بألوانها القوية وأنواعها الكثيرة، فهي من أهم مكونات سوق فليك، ولها أهمية كبيرة في إعداد جميع الأطباق على الجزيرة سواء كان أصلها إفريقيًا أو آسيويًا أو أوروبيًا.

إن زيارة هذا السوق ومشاهدة كم التنوع والثراء فيه هو في الواقع بمثابة معرفة كلمة السر لنجاح وتميز المطبخ الموريشيوسي وحصوله على شهرة واسعة. يعتبر سوق فليك الأكبر على مستوى المدينة وتعتمد عليه أيضًا المدن المجاورة كمصدر لجميع المنتجات الطازجة كالخضر والفواكه واللحوم والأسماك. فحركة البيع والشراء، وحتى زيارات الاستكشاف تبدأ منذ الصباح الباكر وحتى المساء طوال يومي انعقاد السوق. وبجانب المنتجات الغذائية،

m2pack.biz