تأسيساً على ذلك فإن التجارة الالكترونية تساعد الشركات على اتباع نظم للتصنيع حديثة تتم بمساعدة الحاسب الآلي ، من حيث تحديد تعاقب عمليات التشغيل وأسلوب التشغيل على إجراء المنتج وعمليات التحكم والرقابة وتخطيط الاحتياجات من المواد ومواد التصنيع والتوقيت المحدد وإدارة الجودة ، كما أنها تغير هياكل الشركات وتحولها من شركات مترهلة تعاني من تعقد الهياكل التنظيمية وكبر أعداد العاملين بها ، إلى شركات ذات هياكل تنظيمية بسيطة وصغيرة الحجم يعمل بها عدد قليل من العمالة ، فضلاً عن أن هذا العدد القليل من العمالة يتميز بمستويات معرفية ومهارية عالية ، فإن التجارة الالكترونية تجعل الشركات تكاد تكون قصورية وتختص المباني الضخمة لها . وتعتمد الشركات على الحاسبات وشبكات الإنترنت في جميع معاملاتها ، وما تتعامل في أنواع لا نهائية من السلع والخدمات .
3 ) انتشار التحالفات الإستراتيجية :
وجود التحالفات الإستراتيجية سمة أساسية لنشاط المؤسسات العملاقة في ظل تطورات العولمة السريعة والمتلاحقة ، ولكن تساهم التجارة الالكترونية إلى زيادة التحالفات الإستراتيجية بين الشركات من خلال خطوط الاتصال الالكتروني للحصول على نسبة أكبر من الأسواق العالمية ، حيث يمكن بناء مواقع مشتركة لمجموعة من الشركات لتقديم سلع وخدمات تتكامل مع بعضها .
وقد اتسم الاقتصاد العالمي منذ نهاية التسعينيات بانتشار ظاهرة الاندماج بين العديد من الشركات الكبرى وأيضاً اندماج المؤسسات المصرفية ، وتؤدي سرعة نقل المعلومات وزيادة المعرفة من خلال التجارة الالكترونية إلى زيادة تعميق ظاهرة الاندماج وانتشار التحالفات الإستراتيجية سواء بين الشركات الكبيرة أو بين الشركات الكبيرة والشركات الصغيرة .
4 ) ظهور سوق عالمي واحد :
تنعكس التغيرات العديدة للتجارة الالكترونية على حجم السوق نتيجة زيادة المنافسة وانعدام الحواجز بين الأسواق المحلية وظهور سوق عالمي واحد ، خاصة أمام الخدمات والمنتجات القابلة للنقل الكترونياً . وبالتالي يكون حجم السوق للشركات التي تعتمد على التجارة الالكترونية هو السوق العالمي من ناحية أخرى تنخفض أهمية السوق المحلي للشركات ، لأن سهولة الاتصالات وعقد الصفقات من خلال الإنترنت تجعل السوق الداخلي مثل أي سوق في الخارج ، وبالتالي يترتب على التجارة الالكترونية تغير حجم السوق نحو الاتساع والنمو باستمرار .