التحريك بالتخاطر من وجهة نظر الخيال العلمي
أول قصة أدبية مسجلة تحتوي على فكرة التحريك عن طريق التخاطر كانت للكاتب إدوارد ميتشيل في كتاب ” الرجل الذي بلا جسد “، وبعد ذلك ذكرت الفكرة مراراً وتكراراً في كثير من الروايات والأفلام مثل فيلم ” الذبابة 1957″ والذي يحكي قصة عالم ينجح في تحريك نفسه عبر التخاطر خلال مسافة قصيرة.
أما مؤخراً فقد انتشرت الفكرة بكثافة بعد استخدامها في مسلسل الخيال العلمي الشهير ” ستار تريك ” والذي أعاد إحياء الفكرة من جديد ولكن بشكل أكبر حيث انقسم التحريك بالتخاطر إلى مرحلتين متعاقبتين وهما تشتيت جزيئات المادة في جهاز معد لذلك ثم تجميعها مرة أخرى بعد انتقالها. وفي روايات وأفلام “هاري بوتر” الشهيرة كان هناك العديد من أنواع التحريك بالتخاطر وجميعها كان يعتمد بشكل أساسي على السحر فكان الساحر يختفي من مكان ما ويظهر في موقع آخر اعتماداً فيها على مهارة الساحر حيث يستطيع نقل نفسه كاملاً، أو إن كان أكثر مهارة فعندها يستطيع نقل أحدهم معه أيضاً.
و مؤخراً ظهر التحريك بالتخاطر في فيلم “القافز” وكان اعتماد القصة بالكامل على البطل الذي له قوة خارقة حيث يستطيع من خلال التركيز في خياله على مكان معين بتفاصيله إن انتقل إليه فوراً. ولعل أشهر من تناول الفكرة على الإطلاق هو رائعة كريستوفر نولان “ذا بريستيج” الذي يستخدم فيه الساحر- ويلعب دوره “هيو جاكمان”- ناقل تخاطري لتنفيذ خدعة سحرية قام ببنائها “نيكولا تيسلا”.
و هكذا كانت فكرة التحريك بالتخاطر مادة خصبة جداً لخيال المؤلفين نظراً لما يخدم غايات قصصهم ويثير فضول القراء ولعل هذا من أسباب بزوغ الفكرة في أذهان الكثير من الناس؛ فكما أن العلم وليد الخيال ومعظم التقنيات الحديثة كانت سابقاً مجرد خيال علمي داعب عقول المؤلفين فأثار غيرة العلماء ليكتشفوا حقيقته وكيف يمكن أن يستفيدوا منه من أجل هذا كان البحث العلمي في تلك الفكرة المثيرة.