التخطيط لمستقبل مختلف 4 من 4
شعارات تبدو نبيلة وبراقة إنما لا تعكس في الواقع سوى وضاعة من يطلقها وفجوره في السعي لمصالحه ولو على
رقاب البشرية جمعاء… وما حدث في دول بائسة كالعراق وسوريا وليبيا واليمن ليس ببعيد عن ذاكراتنا وقد عايشنا
وقائع التنكيل بها لأنها تجرأت على الاختلاف وتوهم حكامها أن بوسعهم التمرد وعدم الانصياع للسادة!
قد يبدو كل ذلك بعيدًا عن الخط العام لتلك المجموعة ممن المقالات التي تتناول ما يتعلق بالتخطيط والتنمية… إنما
ليس ذلك صحيحًا على الإطلاق، فالتخطيط الذي هو فن التعامل مع المستقبل لا يستقيم سوى بالقراءة الواعية للحاضر
واستيعاب أبعاده… فالسياسة هي الوسيلة التنفيذية لتحويل الخطط من مجرد أحلام مسطورة في تقارير صماء إلى
واقع يتشكل على بساط المستقبل… ومن العبث التوهم بإمكانية التخطيط بمعزل عن الاستيعاب العميق للحاضر الذي
هو الأب الشرعي لأي مستقبل… فالواقع الذي نعيشه اليوم يحمل في جعبته إرهاصات مخاض مستقبل لا زال في
طول التشكل، لاسيما وأن البشرية تمر حاليًا بعدة منعطفات حرجة سوف تغير بالتأكيد ممن شكل العالم الذي نعيش
فيه… وها نحن على أعتاب واقع لم نألفه يجب أن نتعامل معه بمفردات لازالت في طور الصياغة، بل أن بوسعنا
الذهاب للقول بأن السنوات القليلة القادمة سوف تحدد أن كانت البشرية بأسرها سوف تدخل في نفق أكثر
عتامه وإظلامًا، أم أنها سوف تتمكن من الخروج لآفاق أكثر إنسانية ورحابة، وهو ما نننتوي التطرق إليه تفصيلًا في
مقالاتنا القادمة.