التدرج الفراغي وخصوصية القاهرة

 

التدرج الفراغي وخصوصية القاهرة
التدرج الفراغي وخصوصية القاهرة

 

 

 

 

 

وكان لتخطيط القاهرة صورة فريدة من الناحية العمرانية والتي انعكست على الحياة الاجتماعية للمدينة فالشارع الرئيسي يحتوي كل العناصر التجارية والصناعية والمساجد والمدارس والأسبلة والبيمارستانات بمعنى آخر به كل الحياة العملية للمدينة كفراغ عام له قواعده وقوانينه، تليه الحارة والحارة القاهرية لها شخصية مميزة فهي فراغ شبه خاص لها باب يغلق على ساكنيها ليلاً لتوفير الحماية وفي الحارة تجد المساكن والحياة المعيشية العائلية وتنعطف من الحارة عطفات وأزقة ذات نهاية مسدودة.

وخلف حوائط المساكن نجد الفراغات الخاصة المتمثلة في الأحواش والحدائق الخاصة بأهل البيت أو السكان المستأجرين هذا التسلسل العمراني الفراغي صاحبه نظام إداري اجتماعي متمثلاً في شيخ الحارة والذي يرجع له السكان في حل مشاكلهم وتصفية خلافاتهم ويتبعه الفتوة الذي يمثل السلطة التنفيذية والدفاعية عن الحارة فيقوم مع صبيانه في الزود عن الحارة وحماية الأهالي من الهجامة واللصوص.

هذا التدرج في الخصوصية أنشأ مجتمعاً متماسكاً متآلفاً يحمي بعضه بعضاً وخلقاً اجتماعياً قويم يضرب به اليوم المثل في الشهامة بالقول ولاد البلد وأخلاق الحارة.

 

m2pack.biz