التعلم من أخطاء الماضي والآخرين

التعلم من أخطاء الماضي والآخرين

التعلم من أخطاء الماضي والآخرين

لحظة الشك تومض دائماً في عقلك كي تحذرك من بضعة أشياء منها الأخطاء وتجنب الوقوع في الخطر. وربما البعض يقرنون هذا بالخوف، ولكن في الحقيقة هذا ليس حقيقي فالخوف من الشيء ليس كالشك في نقطة معينة. فالشك يجعلك تفكر في الشيء بشكل نقدي، هل يجوز أو لا يجوز، هل يجب أو لا يجب، ماذا لو فعلت هل كل شيء سيكون على ما يرام؟ كأن الشخص يلعب شطرنج مع المشكلة أو الموقف أو الفكرة التي سيتخذ نحوها الإجراء الذي يريده. أما الخوف فهو عدم مواجهة الفكرة نفسها والهروب منها، لا يوجد في الأمر تحليل للفكرة من الأساس. ولذلك عليك دائماً أن تمتلك العقلية النقدية لأن هذا سيجنبك الكثير من المشكلات في حياتك وسيجعلك تأخذ القرارات على نحو بصيرة مستنيرة وثقة. وحتى ولو فشلت في جزئية فيما بعد ستتعلم من هذه الجزئية، لأنك فكرت كثيراً في كل الجوانب وهذا الجانب ربما يكون كان غامض بعض الشيء.
مثلاً للتبسيط، لو كان لدينا مدير فني لكرة قدم وأنت هو هذا المدرب ولديك فريق وعليك أن تقول للفريق الخطة. فهل ستقول لهم أن يخافوا من هذا اللاعب ولا يتواجهون معه لأنه جيد؟ أو هل في المقابل ستقول لهم “لا تعيروا أحد من الفريق المقابل اهتمام.”. بالعكس، الشك هو مهنة المدرب، وفي لحظة الشك يضع كل الاحتمالات الواردة. والاحتمالات هي نتائج عملية الشك في الظروف، ولذلك على المدرب أن يقول للاعبين كل الاحتمالات وحل كل احتمال منهم، ثم على اللاعبين أن ينفذوا هذه الحلول في الملعب. وكلما كان المدرب أذكي كلما درب اللاعبين على طرق تعامل أكثر مع احتمالات متغيرة أكثر فيصير الفريق أقوى ومسيطر. تخيل هنا معي أن عقلك هو المدرب وأنت وأفكارك وأفعالك هم الفريق. فقيمة لحظة الشك في التجهيز للاحتمالات، ومن بعدها كلما كنت تتعامل مع الاحتمالات بطريقة مناسبة أكثر كلما كنت أنت شخصية أفضل. ومن هنا نجد أن لحظة الشك هي أحياناً تكون لحظة رائعة وليست كما يعتقد البعض أن الشك في المطلق سيء.
من منظور أخر هناك عيوب للحظة الشك وربما العيوب حجمها أكبر من المميزات. وتأثيرها أصعب جداً لأن الأمر يؤدي أحياناً إلى عواقب وخيمة سنتحدث عنها. ولكن دعني أقول لك في البداية أن هذه السلبيات أنت الذي تحددها كإنسان، هل ستستسلم لها أم هل أنت شخص تعرف كيف تتعامل مع هذا الشك؟ ولكن المشكلة أن الشك هو ضيف ثقيل جداً، حيث تخيل أن هناك شخص يدق على باب بيتك طوال النهار وأنت لا تريد أن تفتح له وهو لا يمل بل يظل يضرب على الباب. فلحظة الشك هكذا مع العقل، يظل يدخل دماغك وتطرده ويدخل فتطرده، والحل الوحيد هو مواجهة الأمر. ولكن ماذا لو كان الأمر وسواس قهري؟

m2pack.biz