الجدلية العقلانية في التحليل النفسي18من اصل18

الجدلية العقلانية في التحليل النفسي18من اصل18

 

الجدلية العقلانية في التحليل النفسي18من اصل18
الجدلية العقلانية في التحليل النفسي18من اصل18

 

ويصبح بحكم ذلك الممثل الأول للأنا التي يخاطب بها (الأنت)- من حيث إن اعترافه بالآخر، كشيء مختلف ومميز عنه، هو في نفس الوقت ارتداد للاعتراف به كونه وحدة مميزة عن الآخر شبيهه.

والعملية الثانية، تفتح أمامه باب التماهي: أي يتماهى بالآخرين انطلاقًا من هذه الخطوة الأولى، عندما تتكون الأنا في آخر المطاف من مجموعة هذه التماهيات المخيالية.

ومن هذا الباب يدخل الطفل عالم الرموز عبر التعبير اللغوي. وفي آن واحد يصبح أسير هذه السلطة لأنها في الأساس وهم متربط بالآخر باستمرار. وانطلاقًا من هذه المعطيات يدحض لاكان بشدة الفكرة القائلة بأن للأنا استقلالية، وهي المعبرة عن الذات. فالأنا هي الوسيط لمخاطبة الآخر، ولا يمكن بحال من الأحوال أن تقتصر الذات عليها. فهذا ما حدا بلاكان إلى حوار مع الكوجيتو الديكارتي حول الفكرة والوجود، كون الأنا الديكارتية ليست إلا الممهد لانقشاع (اللاوعي) اللاشعور().

وأهمية هذه المرحلة أنها تمكن الطفل من ترميز الجسد كنواة الأنا: تحدد معالمه، في المكان والزمان، كحجم فارغ، وتصبح هذه الصورة بمثابة التماهي الأول النرجسي الذي يعكس الذات في ازدواجية دراماتيكية من حيث تطابق الوعي على الصورة، والصورة على الوعي، في نشوة نرجسية، تحاول الإفلات من الزمان، ترنو إلى الاتحاد ولكن في وقت يكون الموت سابقها إذا ما أخذ لها على غرار ما حصل لنارسيس.

فالرمز هو الذي يحول دون هذا اللقاء المميت. فهو الذي يمكن الطفل من تقبل الواقع ويتحمل حرماته؛ فغياب الشيء مقترن بوجود رمزه الذي إن دخل في الحلقة الكلامية المعبرة، يخرج من حكم الصدف، لكي يتحول إلى ملكية يتحكم بها ويحسن استعمالها. ولكن قبل الدخول بهذه المرحلة حيث تتمكن الرغبة من تحقيق الاعتراف بها عبر الرمز، يتساءل لاكان: ماذا كانت هذه الرغبة؟ وعلى أي أساس تعتمد؟ السؤال،

m2pack.biz