الجدل بشأن اللدونة العصبية 6 من اصل 13
وقد أسس “ميرزينك” شركة تدعى “بوزيت ساينس” ( www.positscience.com ) بغرض تطوير تمارين للمخ تعتمد على الحاسوب. وجربتُ إحدى وحدات برنامجه الخاصة ب”البصيرة” كانت تعرض أصواتًا مرتفعة ومنخفضة لمدد متفاوتة فكلما تقدم المرء في السن وجب أن يستمر الصوت لمدة أطول لكي يتعرف على إذا ما كان مرتفعًا أم منخفضًا بسبب الفقد العام لوظيفة المخ. وكان مستواي ٤٣ مللي ثانية أي أعلى من المتوسط بالنسبة لعمري الذي يبلغ اثنين وسبعين عامًا.
من المفترض أنه من خلال هذا البرنامج التدريبي لن يستطيع نظرائي زيادة مهارات استيعاب معينة مثل هذه المهارة السمعية فحسب بل الوظائف العامة للمخ أيضًا وخاصة القدرة على تركيز الانتباه.
إن “ميرزينك” لا يدرب المهارتين السمعية والبصرية فحسب بل المهارات الحركية الدقيقة والكبرى كذلك؛ فهو لا يشجع على استخدام العكازات مثل العصي نظرًا لأنه يشعر بأنها “تعجل بالتدهور” (“دويدج” ٢٠٠٧ صفحة ٩١). ويتمثل أحد الاقتراحات التي يقدمها عوضًا عن العكازات في زيادة الوقت الذي يقضيه المرء حافي القدمين لأقصى مدة ارتداء الأحذية يضعف الإدراك الحسي ويؤثر على التوازن بمرور الوقت. لذلك فإن السير بقدمين حافيتين يعيد الإدراك الحسي الأكثر دقة.
وأخيرًا يطور “ميرزينك” برامج تساعد على النسيان الهدَّام ربما لتحقيق التوازن مقابل كل هذا التعلم البنَّاء: بمعنى آخر هي برامج تساعدنا على مسح الذكريات غير المرغوب فيها. بالطبع تستهدف هذه “الممحاة الذهنية” (“دويدج” ٢٠٠٧ صفحة ٩١) الهوس والرهاب وتخيلات ما بعد الصدمات وليس الذكريات التافهة المزعجة نتيجة تعرضنا للنبذ من الآخرين؛ لكن هذا يزخر بالمشكلات الأخلاقية. ثمة تقنية أخرى هي الإهمال البنّاء (“دويدج” ٢٠٠٧ صفحة ١٣٤ والصفحات التالية لها) كما في تقييد ذراع الشخص اليمنى (السليمة) لإجباره على استخدام ذراعه اليسرى (المصابة).