الجزائر… بن فليس يدعو المعارضة إلى ترك خلافاتها جانبا وتوحيد صفوفها
الجزائر: بن فليس يدعو المعارضة إلى ترك خلافاتها جانبا وتوحيد صفوفها
الجزائر «القدس العربي»: قال علي بن فليس رئيس الحكومة الجزائري الأسبق ورئيس حزب طلائع الحريات (معارض) إن الجبهة الاجتماعية تعيش حالة غليان، مشيرا إلى أن تصاعد هذه التوترات الاجتماعية متوقعا، لأنه كان نتاج التدابير الارتجالية التي اتخذتها الحكومة والتي تتحمل ثقلها الطبقات الشعبية، موضحا أن البلاد قد تعيش انزلاقا لا يعرف أحد مداه وانعكاساته السلبية.
وأضاف بن فليس في كلمة ألقاها بمناسبة انعقاد مؤتمر حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية ( علماني) إن التدابير التي اتخذتها السلطات أدت إلى ارتفاع مذهل في تكاليف معيشة الجزائريين وتسببت في تدهورها، وأن فئات معتبرة من المواطنين قد حكم عليها بالتفقير، إن لم يكن محكوما عليها بالفقر المدقع، الأمر الذي جعل اشتعال الجبهة الاجتماعية أمرا متوقعا في أية لحظة.
وأشار إلى أن السلطة وفي مواجهة هذه الوضعية الاجتماعية المتفجرة لم تجد سوى اللجوء إلى القمع، بدافع طبيعتها الاستبدادية، بما أدى أيضا بالمحتجين إلى التشبث بمواقفهم ومطالبهم ورفض التنازل عنها، مشددا على أن السلطة، لا تسعى سوى إلى تعميق الأزمة بابتعادها عن مسلك الحوار والتشاور، وأنها بذلك تتحمل وحدها مسؤولية خطر أي انزلاق قد تعرفه الأوضاع في البلاد.
وذكر أن «النظام السياسي القائم ظل، إلى اليوم، يرفض أي حوار حقيقي مع المعارضة، مؤكدا أن المتحكمين في السلطة أغلقوا على أنفسهم وصدقوا يقينهم وأوهامهم، وإنكارهم أن بلدنا يتخبط في أزمة خطيرة، فهم يتهمون المعارضة، ظلما، بتسويد الأوضاع ويتهمونها، تجنيا، بالتخطيط لزعزعة استقرار البلاد.»، كما أن النظام يرفض النظر إلى المعارضة باعتبارها شريكا سياسيا، بل يراها مجموعة من التشكيلات السياسية، التي يجب أن تتموضع وفق أجندة السلطة القائمة، لإضفاء نوع من المصداقية على المواعيد الانتخابية، والظهور كواجهة لديمقراطية تصدر إلى الخارج.
وأوضح بن فليس أن السلطة مخطئة في تجاهلها وتقليلها من شأن معارضة، رغم أنها وطنية، ومسؤولة وسلمية وغيورة على وطنها، مشددا على أن انشغال الممسكين بالسلطة المفرط ببقائهم واستمرارهم في الحكم، وفقدانهم القدرة على التمييز، سيؤدي حتما بالبلاد إلى الانهيار.
واعتبر رئيس حزب طلائع الحريات أن السلطة تغرق في مستنقع الارتباك والشلل والجمود، مؤكدا أن الوقت حان بالنسبة إلى المعارضة لتلتقي وتجدد مواقفها الموحدة، مع ترك الخلافات والاختلافات جانبا، واضعة نصب أعينها إحياء العمل المشترك حول ما يمكن أن يجمع بينها وترك ما يفرقها.
وأشار إلى أن «خطورة الوضع، تتطلب من المعارضة الوطنية أن تعيد التحامها، من خلال تبني نهج مشترك متضافر لجلب السلطة القائمة نحو الخوض في حوار جاد، مسؤول وصريح،لإخراج بلادنا من الانسداد الشامل الذي هو فيه، ولتجنيبه معاناة وأخطارا متفاقمة.»، موضحا أن حزبه، يبقى ملتزما بالعمل المشترك والموحد للمعارضة الوطنية، منفتحا على جميع المبادرات الرامية إلى إنقاذ البلاد من الانهيار.