الجزائر… تلاسن بين أحزاب معارضة بسبب الانتخابات البرلمانية المقبلة
الجزائر: تلاسن بين أحزاب معارضة بسبب الانتخابات البرلمانية المقبلة
الجزائر-«القدس العربي»: بدأت الخلافات في وجهات النظر والرؤى بين أحزاب المعارضة بشأن الانتخابات البرلمانية المقبلة تتحول إلى تلاسن وتبادل للاتهامات، خاصة وأن هذه المعارضة التي كانت قد توحدت مباشرة بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة، انفرط عقدها مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، بعد أن فشلت هذه المعارضة في الاتفاق على موقف واحد بخصوص هذه الانتخابات.
واندلعت أزمة بين حزب جيل جديد الذي قرر مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة، بدعوى أن هذه الانتخابات مزورة سلفا، وبين حركة مجتمع السلم ( إخوان) التي قررت المشاركة في الانتخابات، وتحالفت مع حزب إسلامي آخر هو جبهة التغيير، إذ نشر سفيان جيلالي على صفحته بموقع فيسبوك منشورا يطالب فيه بانسحاب حركة مجتمع السلم من هيئة التشاور والمتابعة للمعارضة، مشيرا إلى أن الحركة تبعث برسائل إلى السلطة وتغازلها من أجل الحصول على حصتها من مقاعد البرلمان في الانتخابات المقبلة، والعودة إلى الحكومة. وكانت الدعوى التي وجهها سفيان جيلالي قد استفزت قيادة حركة مجتمع السلم إذ اعتبر الناطق باسم الحزب فاروق تيفور في وقت أول أن رئيس جيل جديد قد تجاوز حدوده، وأنه سمح لنفسه بالتدخل في الحركة وكأنه عضو فيها، معتبرا أنه إذا رأى ( سفيان جيلالي) أن هيئة التشاور لم تعد مناسبة لحزبه، فما عليه إلا الانسحاب منها، أما المزايدة على الآخرين فهي غير مقبولة، ولا معقولة وليست أخلاقية. من جهته علق أيضا عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم على ما جاء في صفحة سفيان جيلالي، مؤكدا أن حركته ستدخل الحكومة بشروط وهي ألا تكون الانتخابات مزورة، وإذا نجحت الحركة في الانتخابات، وإذا تم الاتفاق على برنامج يضمن الانتقال من اقتصاد الريع إلى اقتصاد منتج، وأن حركته ستعمل ما استطاعت لأن تكون انتخابات ما بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة توافقية، تشمل كل القوى السياسية ذات المصداقية. وعاد مقري مجددا للتعليق على الموضوع دون أن يذكر جيلالي سفيان بالاسم، قائلا»: بعض من ينقصه التركيز يقول إن حركة مجتمع السلم ترسل رسائل إلى السلطة، لتحصل على «كوطة» ( حصة) في الانتخابات البرلمانية المقبلة، فهل يمكن أن يقول لنا هؤلاء الأذكياء إذا كان الجميع يؤكد أن كل الانتخابات كانت مزورة، والجميع يقر بأن حركة مجتمع السلم هي الحزب الوحيد الذي يواجه حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي في الولايات، أليست هي أكبر المتضررين من التزوير؟ مشددا على أن حزبه لا يريد سوى ألا تزور الانتخابات، أما «كوطته» فمضمونة من الشعب».
ويأتي هذا التلاسن كمؤشر على الشقاق الذي أصاب المعارضة بسبب الانتخابات البرلمانية المقبلة، خاصة وأنها انقسمت بين من يرى أن المقاطعة موقف طبيعي نتيجة للخطاب الذي كانت المعارضة تردده منذ أكثر من سنتين حول شغور منصب رئيس الجمهورية، ولا شرعية السلطة الحالية، وبين من يرى أن المشاركة ضرورية، حتى لو أقدمت السلطة على تزوير الانتخابات.
Share on Facebook