الحب الحقيقي عند الرجل والمرأة

الحب الحقيقي عند الرجل والمرأة

الحب الحقيقي عند الرجل والمرأة
الحب الحقيقي عند الرجل والمرأة

الحبّ بطبيعته مشروطٌ بمظاهرَ عدّة، يتمثّل من خلالها الحب الحقيقي بين الطرفين، ومّا يستوجب تحقّقه في هذه الحالة ما يأتي:
قبول الطرف الآخر كما هو: عينُ الحبّ تَعمى، فمساوئ المحبوب مثلُ محاسنه، وقد تُستعذَب المساوئ، ويُرى في المحبوب ما لا يُرى من غيره، فقد جَلّى كلٌّ منهما الآخر وكشفَ كينونتَه، وفي هذا يقول أبو العلاء المعرّي: إذا شئتَ أنْ تَلقى المحاسنَ كلَّها ** ففي وجهِ مَن تَهوى جميعُ المحاسنِ.
بَذل المأثور: لا يتردّد المحبّ في تجاوُز نفسه في سبيلِ إيثار سعادة محبوبه عليه، فالحبُّ من طبعِه البذلُ والسّخاء، وتقديمُ رغبات المحبوب على النفس، فأولى بالمحبّ أن يكونَ مِعطاءً كأنه غيث، وأن يكونَ مَرجوًّا لا راجيًا.
الاكتفاء بالمحبوب: يَشغلُ المحبوب مساحةً كبيرةًمن في قلبِ محبِّه وذهنه، فهو لا ينفكُّ يجتَليه ويُجلّيهِ، ويتوقُ إلى مكنوناتِه وتفرُّداتِه التي لا سبيلَ لديه للفكاك من التأمّل فيها، وكشفها، فيشعر المحبُّ حينئذٍ أنّ طاقته الوجدانيّة مبذولةٌ في محبوبه، من حيث أنه لا يكتَفي منه، وكذلك لا يُكتَفى منه، فهو إذًا يكتَفي فيه ولا يكتفي منه.
عقد الرباط الشرعي: من حيث أنّ الحبَّ سبيلٌ لخَلاص الروح من عذاباتِها، فإنّ الأديانَ كذلك تدعو إلى الحبّ، وتؤثرُ أن تؤطّر هذه العلاقة برباط روجيٍّ شرعيّ، فقد جاء في الحديث: “لم يُرَ للمتحابّين مثلَ التزوّج” [١]، ومن ذلك فقد اعتبرَ الإسلامُ أن الرابطة الزوجيّة هي رابطة روحيّة مقدّسة، نظّمَها ووضعَ فيها أحكامه.

m2pack.biz