الحلف الأطلسي نحو «شينغن عسكري» لتحريك القوات في أوروبا بشكل سريع لمواجهة تهديدات روسيا

الحلف الأطلسي نحو «شينغن عسكري» لتحريك القوات في أوروبا بشكل سريع لمواجهة تهديدات روسيا

الحلف الأطلسي نحو «شينغن عسكري» لتحريك القوات في أوروبا بشكل سريع لمواجهة تهديدات روسيا

الحلف الأطلسي نحو «شينغن عسكري» لتحريك القوات في أوروبا بشكل سريع لمواجهة تهديدات روسيا
مدريد -« القدس العربي »: تنوي منظمة شمال الحلف الأطلسي إدخال تعديلات جوهرية حول تحرك الجيوش المشكلة لهذا التحلف، حيث يمكن لقوات عسكرية إسبانية الانتقال من جنوب إسبانيا إلى أقصى شمال القارة في ظرف وجيز للغاية من دون تعقيدات بيروقراطية.
وأمام التطورات العسكرية الدُّولية التي يشهدها العالم، خاصة أوروبا بعد قرار روسيا ضم جزيرة القرم بالقوة وبعد قرار تركيا بدء الابتعاد عن الحلف ثم ضغوطات روسيا على دول البلطيق وباقي دول أوروبا الشرقية، بدأ الحلف الأطلسي يتأقلم مع هذه التطورات خاصة من الناحية العسكرية.
ويبقى الجوهري في هذا التوجه الجديد هو المصادقة على قرارات تهدف إلى تسريع حركة نقل الجيوش والمعدات من دولة إلى أخرى في حالة أزمات كبرى، حتى لا تخضع عملية نقل الجنود إلى إجراءات بيروقراطية لا تأخذ بعين الاعتبار عامل الزمن.
وقال الأمين العالم للحلف الأطلسي جينس ستونتلبرغ في تصريحات للصحافة الأوروبية مؤخرا إن «هدف هذه الإجراءات هو تحسين تنقل القوات العسكرية في أوروبا لحماية أكبر»، لكن بعض الأحزاب اليسارية في البرلمان الأوروبي ترى بعين الريبة مثل هذا الإجراء الذي أطلقوا عليه «شينغن العسكري». واتفاقية شينغن هي التي تسحمل للأوروبيين بحرية التحرك في معظم دول الاتحاد الأوروبي مع استثناءات مثل بريطانيا.
وتأتي هذه التطورات العسكرية في ظل تراجع الحوار بين الحلف الأطلسي وروسيا وتعاظم التوتر والاحتقان بين الطرفين، ومن عناوين هذا الاحتقان المناورات العسكرية التي جرت منتصف شهر سبتمبر/ أيول الماضي في شرق أوروبا، وتسمى مناورات «زباد» وتعني بالروسية الغرب وقد توحي استهداف الغرب عسكريا. وقامت وحدات روسية ومن روسيا البيضاء بمناورات ضخمة خاصة في الحدود مع جمهوريات البلطيق وبولونيا أثارت قلق دول البلطيق وكذلك الحلف الأطلسي برمته. وبرغم التطمينات الروسية إلا أن الغرب رأى فيها تهديدا مستقبلا.
وعليه، قد يكون التوجه الجديد بشأن تسريع نقل القوات العسكرية أو «شينغن العسكرية» يهدف لمواجهة هذه المخاطر، حيث أنه لا توجد دولة أوروبية قادرة لوحدها على مواجهة اي تهديد روسي بل تحتاج إلى مساعدة الآخرين لصد أي تقدم. وهذا الإجراء سيتجاوز التعقيدات الإدارية التي تفرضها قوانين الدول الأوروبية حول تحركات الجيوش الأوروبية من دولة إلى أخرى في القارة نفسها أو الاتحاد نفسه.
وفي تعليق للنائب الأوروبي خافيير كوسو وهو نائب رئيس اللجنة البرلمانية الأوروبية المكلفة بالعلاقات الخارجية أمس الجمعة قال إن «الهدف من هذا البرنامج العسكري هو نقل القوات، ولكنه سيزيد من التوتر مع روسيا والاتحاد الأوروبي لأن هذا الأخير هو الذي يوجد في المواجهة وليس الولايات المتحدة».

m2pack.biz