«الحلم لي» لحليمة زين العابدين أو عندما يتحول جنس الرواية المخيف إلى ديوان مفتوح

«الحلم لي» لحليمة زين العابدين أو عندما يتحول جنس الرواية المخيف إلى ديوان مفتوح

«الحلم لي» لحليمة زين العابدين أو عندما يتحول جنس الرواية المخيف إلى ديوان مفتوح

قرأت رواية حليمة زين العابدين الصادرة عن دار الأمان المغربية بعين الشاعر الذي يبحث عن لحظة توغل في أنفاق مظلمة، ويحاول أن يضيء شمعة ليبحث عن ذاته الجريحة في هذه الأوراق المكتوبة بالجنون؛ ولأن الشعر جنون، فجرعته كانت زائدة في هذه الرواية أو على الأقل في تلقي لها.. لهذا قررت أن أخفف من ضغط الشاعر علي، وأجعله خلفية للناقد الذي يسكن جزءا كبيرا مني. ربما لأن الحياة عملتني أن النقد هو خطاب العقل والصرامة؛ لأجل ذلك أخرجت عدتي النقدية كي أشرح الرواية تشريحا جماليا ومعرفيا. قررت قبل ذلك أن أضع حدا لحساسيتي المفرطة أو خففت منها لأبحث عن مدخل إلى الرواية، أو يبحث عني وأنا في غفلة مني. لم يكن مدخلا واحدا بل كانت هناك مداخل كثيرة لا مخرج لها.. كلما نمى الفعل السردي، أكتشف استراتيجيات هائلة.. ولأن الزمن ورطني في الرواية بأبعادها المختلفة، اخترت أو أجبرت على اتخاذ الزمن مدخلا لقراءة الرواية. فمادام الحلم مفتوحا نحو الزمن الاستعادي والزمن الاستباقي والزمن المتوقف والمتحرك والزمن النفسي والفيزيائي.. فلماذا لا أخوض مغامرته.
ناقد مغربي
محمد العناز

m2pack.biz