الخطوات الأولى في الحياة الاجتماعية 5 – 5

الخطوات الأولى في الحياة الاجتماعية 5 – 5
الخطوات الأولى في الحياة الاجتماعية 5 – 5

الخطوات الأولى في الحياة الاجتماعية 5 – 5

ففي هذه المرحلة الأولى. تتضح المشاركة، في صورة الأنشطة مختلفة، تؤدي إلى نتيجة واحدة، وإن كان كل طفل، يقوم بهذا النشاط لحسابه الخاص، ودون وعي منه لروح الفريق، التي يجب أن تسود العمل الجماعي. ولنوضح ذلك بالمثال التالي: طلب من مجموعة من أطفال الحضانة – وكلهم في الرابعة أو الخامسة – رسم لوحة كبيرة على الجدار، وقرر الصغار أن يمثل رسمهم “الربيع”. ويلاحظ أن أحدهم لا يسأل الآخر عما ينوي رسمه، بل كان كل منهم يرسم شجرة، كما رآها حسب إحساسه الخاص، فيرسمها أحدهم كبيرة، مورقة ومزهرة، في حين يرسمها آخر، صغيرة تعلوها بعض الأوراق. إلا أن كلا منهم، يعير عمل الآخر اهتماما، بحيث يكون العمل في النهاية، منسجما ومتوازنا (في نظر كل مساهم على حدة). وهذا المثال ليس فريدا في نوعه، فهناك مجموعات أخرى من الأطفال، في نفس العمر، ومن نفس مدرسة الحضانة، قاموا بتنفيذ أعمال جماعية، مثل رسم حديقة للحيوان. وقد أثبتت التجربة، أنهم ما زالوا غير قادرين على تنظيم مجموعة من الأفعال، تهدف إلى تحقيق غرض واحد. وتستمر هذه المشاركة الناقصة، حتى سن السادسة، أي سن دخول المدرسة. ففي هذه السن فقط، تتحقق المشاركة بالمعنى الصحيح، فنجد أن الطفل الذي يرغب في اللعب بالكرة، قد ينزل عن رغبته، ليشارك صديقه في لعبة أخرى، أو يحاول إقناعه ليلعب معه الكرة. والملاحظ أن لكل مجموعة في هذه السن قائداً، يكون عادة أكثرهم نشاطا وحيوية، وألطفهم، وأقدرهم، على إقناع زملائه، سواء بالوعود، أو بالتوسلات.

m2pack.biz