الذاكرة وتقدم العمر
2 من أصل 3
تعتبر مقارنة ذاكرة شباب العشرين الحاليين بذاكرة عجائز السبعين الحاليين مثالاً لدراسة تجريبية «مستعرضة». على النقيض من ذلك، فإنه في الدراسة «الطولية» يكون الهدف هو متابعة نفس الأشخاص على مدار حياتهم منذ سن العشرين وحتى السبعين، لرؤية التغيرات التي تحدث في الذاكرة «لدى نفس الأشخاص» مع تقدمهم في العمر. ثمة بعض المزايا في هذا المنهج الطولي، حيث نقارن تغيرات الذاكرة التي تحدث لدى نفس الأشخاص. ومع هذا، لوحظ أن هناك ميلاً نحو بقاء أعداد كبرية غير متكافئة من الأشخاص قويي الأداء – أي أشخاص يتمتعون بذاكرة ذات قدرة أفضل على التخزين وغيرها من الوظائف المعرفية – في الدراسة الطولية. (يُطلق على هؤلاء الأشخاص أحياناً اسم «المتحكمين الخارقين» أو «الطبيعيين الخارقين».) بعبارة أخرى: ما يبدو أنه يحدث في بعض الدراسات الطولية هو أن الأفراد الذين يتلقون تقييماً إيجابياً (مرتبطاً بقدرتهم الوظيفية الباقية نسبياً) نتيجة مشاركتهم في الدراسة الطولية قد يواصلون مشاركتهم، في حين ينسحب الأفراد الذين يواجهون صعوبة. قد يسفر هذا عن انطباع إيجابي زائف بآثار تقدم العمر. أما المشكلة الأخرى فهي – بالطبع – إيجاد شخص (أو، على الأرجح، مجموعة من الأشخاص) يبقون نشطين علمياً لفترة طويلة بما يكفي لإجراء بحث طولي وتحليل البيانات على مدار خمسين عاماً! بإيجاز، لكل من الدراسة المستعرضة والطولية مواطن قوتها ونقاط ضعفها النسبية.
إذا أخذنا في الاعتبار نتائج كل من الدراسات المستعرضة والطولية، فسنجد بعض النتائج المتسقة في دراسات تقدم العمر ودراسات الذاكرة. وبصفة خاصة، تجدر ملاحظة أن هناك تطابقات بين تفاصيل قدرة الذاكرة لدى الأطفال وتلك التي لدى البالغين الأكبر سناً.