الذكريات الزائفة
2 من أصل 3
بعد ذلك كان عليهم أن يجيبوا عن أسئلة متعلقة بالأحداث. كان أحد الأسئلة كالتالي: «كم كانت سرعة السيارتين عندما … إحداهما الأخرى؟» ملأت كل مجموعة من الطلاب الفراغ بكلمة مختلفة، ويمكن أن تكون أياً من الآتي: «هشمت» أو «صدمت» أو «ارتطمت» أو «خبطت» أو «حكت». ما اكتشفه الباحثون هو أن تقديرات الطلاب لسرعة السيارتين كانت متأثرة باختيار الفعل في ذلك يمكن أن تتأثر ذاكرتنا عن الأحداث، مثل حادثة سيارة، بنوع السؤال الذي يُطرح علينا، ويمكن «إدخال» معلومات كهذه إلى ذاكرتنا. ولهذه الظاهرة – المعروفة باسم تأثير المعلومات الخاطئة – آثار خطيرة على شهادة شاهد العيان.(3)
السؤال بالتحديد. فاستخلصت لوفتس وباملر أن ذاكرة الطلاب عن الحادثة قد تغيرت بسبب المعلومة الضمنية المقدمة في السؤال.
واصل لوفتس وباملر بحثهما في هذا الموضوع بمزيد من التفصيل بأن طلبا من الطلاب مشاهدة فيلم لحادثة بين أكثر من سيارة. مرة ثانية، سئل الطلاب عن سرعة السيارات، مع استخدام كلمة «هشمت» (إشارة إلى سرعة اصطدام أكبر) مع مجموعة من الطلاب و«خبطت» مع مجموعة أخرى، بينما لم يُطرح هذا السؤال بالتحديد على مجموعة ثالثة من الطلاب. بعد أسبوع، طلب من الطلاب أن يجيبوا عن المزيد من الأسئلة، كان أحدها: «هل رأيت أي زجاج مكسور» في مكان الحادثة؟ اكتشف لوفتس وباملر أن الفعل المستخدم في السؤال عن السرعة لم يؤثر فقط على تقديرات الطلاب عن السرعة، ولكن أن هذا السؤال أثَّر فيما بعد على إجابتهم عن سؤال الزجاج المكسور الذي طرح بعد ذلك بأسبوع؛ وبالتالي كان الطلاب الذين قدروا سرعة أعلى هم الأكثر احتمالية في تذكر رؤية الزجاج المكسور في مسرح الحادث، رغم أنه لم يكن هناك – في واقع الأمر – أي زجاج مكسور في الفيلم.