الرباط تترقب سياسة رئيس فرنسا الجديد بعد ميله المفترض للجزائر وترشيح نائبة برلمانية مساندة للبوليساريو

الرباط تترقب سياسة رئيس فرنسا الجديد بعد ميله المفترض للجزائر وترشيح نائبة برلمانية مساندة للبوليساريو

الرباط تترقب سياسة رئيس فرنسا الجديد بعد ميله المفترض للجزائر وترشيح نائبة برلمانية مساندة للبوليساريو

الرباط تترقب سياسة رئيس فرنسا الجديد بعد ميله المفترض للجزائر وترشيح نائبة برلمانية مساندة للبوليساريو
مدريد «القدس العربي» : هناك ترقب في العاصمة الرباط حول السياسة التي سينتهجها الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون الذي أقدم على إجراءات منها إشادته بالجزائر شريكا رئيسيا، وفي الوقت ذاته، اختار مرشحة برلمانية عن شمال وغرب إفريقيا من أكبر الداعمين لجبهة البوليساريو في أوروبا.
وعمليا، لأول مرة تجد الرباط نفسها وباقي دول المغرب العربي أمام رئيس جديد لا ينتمي الى اليسار الاشتراكي أو اليمين المحافظ المعتدل، حيث تجمعها علاقات بشخصيات من الحزبين، بل هذه المرة الى طبقة سياسية جديدة برغماتية وتضع مصالح فرنسا وأجندة رجال الأعمال بعين الاعتبار، أي أقرب الى البراغماتية الأمريكية «لا صددقات دائمة بل مصالح دائمة». ولا يتوافر المغرب على مخاطبين رئيسيين في حزب «إلى الأمام» لأن هذا التكتل السياسي مكون من جيل جديد من السياسيين، كما لم تنسج أي هيئة سياسية مغربية علاقات مع «الى الأمام».
وتواجد الملك محمد السادس في باريس خلال الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد ما قبل الماضي، ولم يحدث أي لقاء بينه وبين إيمانويل ماكرون بعدما كان هناك ترقب لحدوث هذا اللقاء ليكون تجديداً لما يسمّى «الصداقة الفرنسية-المغربية». وحدثت مكالمة هاتفية فقط بين الطرفين، علما أن وسائل الاعلام المقربة من القصر لم تعلن عن احتمال حدوث لقاء لتفادي تكرار خطأ إعلانها لقاء بين الملك محمد السادس والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ميامي، وهو اللقاء الذي لم يحدث.
وأقدم ماكرون حتى الآن على إجراءين يمكن تفسيرهما بأنهما مصدر قلق ولو نسبي للغاية في انتظار وضوح سياسة الرئيس الجديد. وفي المقام الأول هو زيارته الى الجزائر خلال شهر فبراير / شباط الماضي: مشدداً على أهمية الجزائر في تاريخ فرنسا وليس فقط الماضي والحاضر بل المستقبل. وفي المقابل لم يزر المغرب خلال الحملة، ويجهل هل لم توجه له الدعوة أم امتنع، خاصة وأن المغرب كان يعيش حالة من الانسداد السياسي نتيجة فشل الأحزاب وقتها في تشكيل الحكومة.
وفي المقام الثاني تعيين حركة «إلى الأمام» للسياسية ليلى عيشي مرشحة للبرلمان عن الدائرة التاسعة للمهاجرين الفرنسيين في الخارج، وهي دائرة تمثل كلاً من غرب وشمال إفريقيا. ويتجلى الإجراء غير الودي في كون هذه الدائرة تشمل المغرب بينما المرشحة تعتبر من أكبر المؤيدين لجبهة البوليساريو في أوروبا. وكانت ليلى تشغل منصب عضو مجلس الشيوخ عن الخضر قبل مغادرتها الحزب والالتحاق بحزب«الحركة الديمقراطية» وانتهت في «الى الأمام» التابعة لماكرون. ونظمت ندوات لصالح جبهة البوليساريو ونددت بما اعتبرته انحيازاً لباريس لصالح المغرب ضد البوليساريو.
واستغربت وسائل الإعلام الناطقة بالفرنسية المقربة من الدولة المغربية مثل «ليكونومست» من هذا الاختيار واعتبرته أول سوء تفاهم لأن لا أحد كان ينتظر تعيين ليلى عيشي المعروفة بمواقفها المناهضة للمغرب كمرشحة برلمانية عن منطقة تشمل المغرب.
ويضاف الى كل هذا اهتمام وسائل الاعلام بمستقبل العلاقات الفرنسية-الجزائرية خاصة بعد مقال لجريدة لوموند الأسبوع الماضي يتساءل هل ستشهد هذه العلاقات قفزة نوعية لتكون شبيهة بالعلاقات الفرنسية – الألمانية.
ووسط ما يمكن وصفه بالقلق المغربي المعبر عنه خاصة بعد تعيين ليلى عيشي، هناك معطيات أخرى قد تجعل هذا القلق نسبياً وناتج عن الحساسية المفرطة للعلاقات الفرنسية-المغربية-الجزائرية، حيث كل تصريح يؤول أنه لصالح هذا البلد أو ذاك. وعلى رأس هذه المعطيات تصريح نسب الى ماكرون يقول باختيار المغرب كوجهة أولى له في أول زيارة للخارج، هل هو تصريح بروتوكولي أم تأكيد للصداقة المغربية – الفرنسية التي يصفها الكثيرون بالمتينة، علماً أن الوجهة الأولى لأي رئيس فرنسي هي برلين وليس أي دولة أخرى.
Share on FacebookClick to share on TwitterClick to share on Google+

m2pack.biz