الربط بين الدراسة والاختبار

الربط بين الدراسة والاختبار

1 من أصل 2

 

الربط بين الدراسة والاختبار
الربط بين الدراسة والاختبار

 

حسبما رأينا في هذا الفصل، يعتمد ما نستطيع استرجاعه اعتماداً كبرياً على السياق الذي تم فيه تشفير المعلومة أو تصنيفها في الأساس، وإلى أي مدى يتطابق هذا معً سياق الاسترجاع. ذكرنا أن تولفينج طور «مبدأ خصوصية التشفير»، مؤكدا العلاقة بين ما يحدث في وقت التعلم (التشفير) وما يحدث في وقت الاختبار (الاسترجاع). فما يتم تشفيره في أي موقف تشفيري بعينه يحدث بشكل انتقائي؛ أي تحدده المتطلبات المفروضة على الفرد في وقت التعلم. وطبقاً لتولفينج، يعتمد ما سيتم تذكره لاحقاً علىً التشابه بين ظروف اختبار الذاكرة وظروف التعلم الأصلية. رأينا مثالاً على هذا عند استعراض تجارب جودين وبادلي مع الغواصين الخاضعين للاختبار على اليابسة أو تحت الماء.

توضح تجربة أخرى أجراها باركلي وزملاؤه خصوصية التشفير بمزيد من التفصيل. طلب هؤلاء الباحثون من المشاركين دراسة مجموعة من الجمل تحتوي على كلمات مفتاحية. وهكذا، على سبيل المثال، قُدمت كلمة «بيانو» في واحدة من جملتني: «عزف الرجل البيانو» أو «رفع الرجل البيانو». عند الاسترجاع، تم التلميح إلى الجملتين بعبارات كانت إما (١) مناسبة أو (٢) غير مناسبة للسمات الخاصة بالكلمة المستهدفة (البيانو). وعند الاختبار، تذكر المشاركون الذين تلقوا الجملة التي تتحدث عن عزف البيانو كلمة «بيانو» عندما تم التلميح إليهم بعبارة «أداة موسيقية». على النقيض من ذلك، كان المشاركون الذين درسوا الجملة التي تتحدث عن رفع البيانو أقل قدرة على تذكر كلمة «بيانو» بعد تلقيهم تلميح «أداة موسيقية». (حسب مبدأ خصوصية التشفير، حدث هذا لأنه – بالنسبة إلى هذه المجموعة – لم يتم التركيز على الجانب الموسيقي للبيانو في الجملة خلال وقت التعلم.) على العكس، فإن المشاركين الذين درسوا الجملة التي تتحدث عن رفع البيانو في وقت التشفير تم التلميح لهم بكفاءة أكبر خلال الاختبار بعبارة «جسم ثقيل» بدلاً من تلميح «أداة موسيقية.

 

m2pack.biz