السجُون الاخْتِيارِيَة

السجُون الاخْتِيارِيَة

السجُون الاخْتِيارِيَة

١وشَمْسُ المَغاربْ تَتْوارَي خْلفِ سَكِينة الليل؛
تَجلس بِهدوءِ عَلى ناصَية الحْياة،
تتأمل في ضَجِيجِ الأشْياء بَحْثآ عَنْ مفْتاحِ للِتَفاصٍيلِ الغَامِضة،
تَشْرِد بِبالِها لٍبُرْهَةِ،
ثم تَتْوشحُ بضوء القْمَر الذي يَخْتَرق عَتْمَةِ غرفْتِها؛
تَعَانِقُ كَلِماتِه بِقوة،
لِتَعِيدُ إنْتَاجَ جغْرَافْيا الموَاقِيتْ فِي قَوَالِبِ الوِجْدَان،
ولتُطْلِق لأنوثتها الحَبِيسَة العنان..
يَا ليْتَ العَوَالِم تَخْتَفي مِنْ حَوْلِنَا،
بِكلِ أحْزانِهَا،
بِكُلِ خِداعهَا؛
ولا تَبْقَى مِنْهَا إلا حروف كَلِمَاتكِ،
لِتِتبْعثَر طَلِيقة الفوضَى،
عَصية علي الكِتْمَانِ؛
لاخُطَ بِهَا عنوَانَآ لِخَرَائطي المترَهلة،
ولأُرَتِبَ بِهَا تَفَاصِيلَ ذاتي المتناثِر…
أهْرَبُ مَنْ رَتابَةِ الحَياةِ،
لأعَصِف بَذَاتي فِي رِمَالِ وِجْدَانَية متْحَرِكَة؛
وأتَحررِ مَنْ التَقيدِ،
لِكي أجِد نَفْسِي جَاثيآ لِمِحْرَاب تَشَابَه عَليهِ الآلِهة؛
أخَوض مَعارِكْ الحَياةَ الآنْية،
لاتحسس طَعمَ النَصرِ فِي دَهالِيْزِ الهَزائمِ القاصِية؛
واهفُ نَحَو (أطْلالَ) الغَد،
لأحَولَ ذكْرِياتِ اليومِ إلي وَاحَةِ مِنْ السجونِ الاخْتِيارِية..
٭ كاتب من جنوب السودان

m2pack.biz