الشعور بوجود هدف في الحياة يطيل العمر!
أظهرت دراسة صدرت حديثاً نُشرت في مجلة العلوم النفسيَّة، أنَّ امتلاك الفرد شعوراً يقتضي بوجود غاية من الحياة يساعده على العيش لفترة أطول، إذ قام كل من مؤلف الدِّراسة، الدكتور باتريك هيل من جامعة كارلتون بكندا، وزميله الدكتور نيكولاس توريانو من المركز الطبي بجامعة روتشستر بنيويورك، بتحليل بيانات أكثر من 6 آلاف مشارك من الولايات المتحدة الأميركيَّة وتتبع أحوال المشاركين خلال 14 عاماً. وركزت بحوثهما على العوامل النفسيَّة للمشاركين، التي أوضحت المعلومات المتعلقة بالمشاعر الايجابيَّة والسلبيَّة للمشارك، وعلاقته بالآخرين ممن حوله، إضافة إلى ما يصدر عنه من مقولات متكرِّرة حول وجوده في الحياة. وخلُصت نتائج الدِّراسة إلى أنَّ الأفراد الذين أشادوا بوجود أكثر من غرض في حياتهم وتمتعوا بالعديد من المشاعر الجيِّدة والعلاقات الايجابيَّة كانوا أقل عرضة للإصابة بمخاطر الوفاة، في حين أنَّ الأشخاص الذين يهيمون بلا هدف كانوا أكثر عرضةً للوفاة في وقت أسرع، وذكر الباحثان أنَّه خلال فترة المتابعة توفي 569 من المشاركين غارقين في سلبيتهم، كما فوجئ الباحثان بأنَّ الارتباط السابق قد تحقق فعلياً لدى جميع الفئات العمريَّة. وعلَق الدكتور نيكولاس توريانو، على نتائج الدراسة قائلاً: هناك العديد من الأسباب التي تفرض وجود الهدف لدى البالغين من كبار السن أكثر من الصغار والأقل عمراً، ومن أهم تلك الأسباب أنَّ الكبار بحاجة إلى تحديد اتجاه مسيرتهم في الحياة، خاصةً إن غادروا مناصبهم وأعمالهم وفقدوا هذا المصدر الذي ينظّم أحداثهم اليوميَّة، إضافة إلى كونهم أكثر عرضة لمواجهة مخاطر الوفاة عن غيرهم من صغار البالغين. ووفقاً للدكتور هيل فإنَّ النتائج تشير بوضوح إلى وجود «أمر فريد» تجاه شعور الشخص بوجود مغزىً من حياته ويحتاج إلى مزيد من البحوث والدِّراسات للكشف عنه، كما ذكر أنَّ هذا الشعور قد يشجِّع الفرد على اتخاذ أنماط حياة أكثر صحيَّة، وهو أحد العوامل التي قد تعزِّز إطالة معدل العمر. يجدر الإشارة إلى أنَّ جامعة ميشيغان نشرت دراسة موازية في الآونة الأخيرة معبرةً عن أنَّ كبار السن الذين يسلكون اتجاهات ايجابيَّة في مواقف حياتهم هم أقل عرضة للاصابة بقصور في القلب من أولئك المتشائمين السلبيين.