الشكر لله

فقره1
فقره1

1من اصل2     

 

“ألف شكر”، “تسلم إيدك”، “تسلملي عيونك”، “تعبتكمعايا”، “كتر ألف خيرك” تعبيرات جميلة وجمل كثيرة تفنن المصريون في زمان مضي في إبداعها ليعبروا بها عن تقديرهم وامتنانهم لأبسط تصرف أو خدمة تقدم لهم… ولكن اختفت هذه الكلمات الرقيقة من قاموس الأجيال الجديدة، ولا أعرف متى بالتحديد، ليحل محلها وقت الضرورة القصوى مفردات لا معنى لها مثل “ماشي” أو “طيب” وأحيانًا كثيرة مجرد إيماءة بلهاء بالرأس على المتلقى ترجمتها كيفما يشاء.

فلا أحد يستحق الشكر من منظور الكثيرين لأنه إذا كان يقوم بعمله فهو “مفروض” عليه وإذا كان ما يفعله تطوعًا فهو الذي “تطوع” ولم يجبره عليه أحد.

أما الإعتذار بكلمة “آسف” أو “حقك علي” فهو في نظر الكثيرين ضعف لا يليق بهم.. فالخطأ حدث وانتهي وعليك التعامل مع التداعيات بدون أن تنطق.

المشكلة الحقيقية أن هذه المفاهيم تسيطر على من يطلق عليهم “النخبة”… ولننظر إلى وضعنا في مصر… مع بداية حكم الإخوان شعرنا بأن وطننا يسلب منا وأننا أصبحنا أغرابًا في بلادنا، وعندما تفاقمت الأوضاع وظهر الرئيس السيسي على الساحة رأى فيه الشعب المنقذ بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان… وبالفعل لم يتأخر الرجل وبادر، بمساندة من الجيش، في التصدي للمخربين… ولم نكتف بذلك فطالبناه، شعبًا ومثقفين ونخبة، بالترشح لمنصب رئيس الجمهورية… لم نطالب فقط بل ألحننا عليه لشهور وقلقنا عندما أنتظر لفترة ليعلن قبول تحمل المسئولية… وبدأ الرئيس في الإصلاح… إصلاح تداعيات ثورتين من ناحية وإنهيار مؤسسات الدولة على مدار سنوات سابقة من ناحية أخرى… وخلال وقت قصير إختفت مشاكل عديدة طالما عانى منها المصريون.. لا أتكلم عن مشكلة الكهرباء أو إختفاء طوابير البنزين والسولار بل أتحدث عن مشكلة الخبز مثلًا التي استمرت لمدة تزيد على 20 سنة، تطوير الطرق، بناء مساكن تليق بآدمية الإنسان والقضاء على العشوائيات، بناء العاصمة الإدارية الجديدة بعد أن ضج الجميع بإختناق القاهرة… وغيرها وغيرها من المشروعات العملاقة التي لا ينكرها إلا جاحد… هل شكرنا؟

m2pack.biz