الشّاعر شوقي أبي شقرا مكرّماً في إهدن

الشّاعر شوقي أبي شقرا مكرّماً في إهدن

الشّاعر شوقي أبي شقرا مكرّماً في إهدن

سائق الأمس نزل البارحة من العربة وشرقط في صقعة الدير. بكامل أناقة مفرداته، بقوام كلماته المزدهرة، بلغته المتفرّدة الضاجّة بالحياة، بأسلوبه الواقف، لابساً ثياب سهرة الواحة والعشبة. صعدت إليه حبّات الجوز التي لا تزال فجّة، صعد حجر حرف الدير، والصبّار، والتوت، والدرّاق، والنبيذ على سلّم القبو. والقناطر الحانية في الداخل، حانية لتوشوشه بالوفاء والحبّ. وفي الداخل انفتحت الأوراق في الفيء. وصعد إلى المذبح متحدّثون وقرّاء شعر ومسرحيّون:
محسن.أ.يمّين ذاكرة وتاريخاً لمجد الصحافة “النهاريّة” على مدى نصف قرن تقريباً، دون نسيان محطّة، دون تغييب إسم، دون نقصان نقطة ماء في جرن العماد.
محود شريح من قونة “قلب يسوع” إلى الأيقونة الشعريّة، فتى الهيكل وصبيّ الدهشة.
سليمان بختي مُلمِّعاً أسرار الكتاب كيف يطلع كصلاة من مبخرة يديّ كاتبه.
قيصر عفيف مارّاً على شمس الحسنات، وفواكه العطاء المندلعة في صحن العمر والصّداقة والأدب.
نهيد درجاني بصوته المفتوح درفتين على الغناء، ووقفاته القارصة على الأحرف الرنّانة، وشحنه الخيط الداخليّ ببطّارية الإيقاع.
ميريلّا محاسب بصوتها السماويّ، فيه شمس، وقمر، وفراشات تطير بفرح صوب قوس قزح، أقرب إلى الهمس واللمس، إلى الزهرة المبتلّة بندى أعشاب التأنّي.
فوزي يمّين ومحسن عزيزي للقول إنّ نصوص المحتفى بها ترقص على حبل اللغة، وتلعب على هواها، وتتفجّر حركات واتّجاهات.
إلى فيلم سميح زعتر الذاهب فوراً إلى الشِّعر، إلى وجه شوقي الغارق في السّحر، وكلماته التي تعربش على يديه الطويلتين الرّشيقتين لتخربط الوجود.
بُورك الشعر، وبقي الحبر زيت القنديل.

m2pack.biz