الصراع Conflict

فقرة 1
فقرة 1

1 من أصل 2

كانت ماريا كسيرة الفؤاد. أجهشت بالبكاء دون تماسك وهي تدفن رأسها في الوسادة كي تكتم بكاءها. وأحسنت أنها مهملة قد أساء الناس فهمها. وقد حاول الناس مد العون ولكنها كانت تعرف أنهم يحسبونها مجرد فتاة متقلبة محطة القلب.

وكان في الأمر شيء من ذلك بالطبع، ولكن الضيق بالنسبة لها كان أعمق في الأساس. فقد ألم بجسمها شيء خطير في بعض الأحيان لم تكن تفهمه أو تسيطر عليه، ومع ذلك أنحي الكل عليها باللائمة. كانت تعلم أن هذا الشيء يختلف عن أي شيء سبق أن خبرته من قبل، ولكن الذين تحدثت إليهم قالوا إنها استجابة سوية. وقد خيل إليهم أنهم فهموا هذا الشيء. لكنها كانت تعلم أنهم ما فهموا شيئا.

كانت هي وآدم يتلاقيان منذ ستة أشهر. وقد بدأت علاقتهما دافئة ودية ثم تطورت إلى حب عميق. وأحست بانجذاب قوي نحوه، واطمئنان إلى قوته. وخففت ثقته بنفسه من تشككها في ذاتها. وبدا لها أنه نموذج أو مثال للسواء الذي كانت ترغب فيه لنفسها. وقد أصبحت مشكلتها أكثر غموضا كلما زادت منه اقترابا.

وفي اليوم السابق تداعى كل شيء حين اقترح آدم أن يذهبا إلى مطعم طيب في يوم عيد ميلادها. وانتابتها رعدة باردة من الفكرة، وأدركت أنها سوف تقضي الساعات الأربع والعشرين القادمة في خوف من هذه الفكرة. لكنها كانت تدرك أيضا أنها تخيب أمل آدم فيها لو أنها رفضت، فقد سبق أن اشتكى من ندرة خروجهما معا. ولذلك قررت أن تشجع الفكرة.

 

m2pack.biz