2من اصل3
لكن انتبه، مهمة كسر القوالب محفوفة بالمخاطر والمقاومة دائما، وهو ما يواجهه الفن الحديث الآن ممثلًا في حملة عجيبة تدعي أنه ليس فنًا، بل خدعة كبرى يجب مقاومتها ومحاربتها! ففي فيديو واسع الانتشار قرر بروفيسير متخصص الإجابة عن تساؤل “لم نرى الفن الحديث بهذا السوء؟” عارضًا مجموعة من الأدلة والبراهين التي يظن أنها تؤكد وجهة نظره، خاتما حديثه موضحًا بأن الخلفية البيضاء الناصعة التي تظهر خلفه هي إحدى اللوحات المعروضة كعمل فني. وفي موجة أخرى، وقف مجموعة من المتظاهرين أمام متحف بوسطن مطالبين بإزالة لوحات الفنان الفرنسي “رينوار” أحد رواد المدرسة الانطباعية والذي توفي عام 1919 معتبرين أن اختيار لوحاته للعرض بينما ترك أعمال من أطلقوا عليهم “أسياد الفن الحقيقيون” في المخازن، يمثل عملا إرهابيا!
فلا الكلاسيكيات تحصنت من النقد ولا الحداثيات سلمت من الاتهام… وتتكرر نفس المشاهدات في مجالات التصميم والعمارة والتأليف بل وحتى الطبخ.. لم يسلم أحد، والحل الأسهل دائما هو طرح قالب موحد تحت مسمى الصيحة أو الاتجاه ليتهافت الجميع نحوه دون التفكير
كل طرف يسعى لحفر قالب متقن يصب الآخرين به. لذلك تشجع واضرب بالشاكوش بقوة، ولا مجال للتراجع، اصنع حريتك وتمرد على المسلمات، حافظ على مساحتك الشخصية الخاصة لتتميز بين قطيع القوالب المصبوبة
أعدك.. لن تندم.
سوسن مراد عز العرب