العراق يحدد شروط استثمار الطريق السريع مع الأردن وسوريا

العراق يحدد شروط استثمار الطريق السريع مع الأردن وسوريا

العراق يحدد شروط استثمار الطريق السريع مع الأردن وسوريا

العراق يحدد شروط استثمار الطريق السريع مع الأردن وسوريا
بغداد «القدس العربي» : أكدت الحكومة العراقية، إيلاءها اهتماما كبيرا في اختيار الشركة المستثمرة التي ستقوم بإعادة تأهيل الطريق السريع بين العراق الأردن وسوريا، الذي سيشكل نقلة نوعية في العلاقات التجارية بين البلدين، في الوقت الذي يواجه المشروع صعوبات أمنية وسياسية.
وعقدت اللجنة العراقية المختصة باستثمار طريق المرور السريع الدولي السريع الرابط بين العراق والأردن وسوريا، اجتماعا برئاسة وزيرة الاعمار والاسكان، آن نافع الألوسي، وممثلين عن وزارات الداخلية والدفاع والتخطيط وهيئة الاستثمار.
ونقل بيان الوزارة عن الوزيرة ، قولها خلال الاجتماع : إن» اللجنة أمام مهمة وطنية كبيرة في اختيار الجهة المنفذة التي ستقوم باستثمار الطريق وإدارة وتشغيل منفذ طربيل الحدودي مما يتطلب منا الدقة والسرعة في إنجازه».
وأضافت: «بناء على تكليفنا من مجلس الوزراء، برئاسة اللجنة المختصة باعداد العقد الاستثماري الخاص بأعاة تأهيل وتأمين طريق المرور السريع، فقد تمت مناقشة متطلبات اعداد فقرات العقد لاستثمار وتأمين الطريق الدولي الرابط بين بغداد والحدود الأردنية من النواحي الفنية والأمنية والاقتصادية».
وأوضحت الوزيرة شروط عقد الاستثمار، التي تشمل قيام «الشركة المستثمرة بإعادة تأهيل الطريق والجسور المقامة عليه وصيانته على نحو متواصل وإصلاح التخسفات الحاصلة فيه وإنارته وإقامة محطات استراحة وساحات وقوف للعجلات وورش صيانة للمركبات المارة عليه ومحطات وقود، إضافة إلى إقامة السياج العازل على جانبي الطريق لضمان عدم عبور الحيوانات والعربات بشكل يتعارض مع نظام السير فيه ويتسبب بالحوادث، أما عن الجانب الأمني، فسيتولى المستثمر تأمين جانبي الطريق بعمق خمسة كيلومترات من كل جهة». وتابعت الالوسي إن «الاجراءات اعلاه ستتم بإشراف اللجنة المختصة من وزارة الاعمار والإسكان والبلديات العامة في الجانب الفني ووزارة الدفاع والداخلية في الجانب الأمني والمروري»، مؤكدة أن «هذا المشروع سيشكل نقلة مهمة في مجال تنشيط التبادل التجاري بين العراق ودول العالم، فضلاً عن إعادة قطاع النقل البري للبضائع والمسافرين عبر الطريق الدولي الرابط مع الأردن وسوريا ».
وتابعت الوزيرة أن «المشروع سيتضمن كذلك تطوير البنى التحتية للمنفذ الحدودي في طريبيل بما يسهل تقديم خدمة أفضل للعاملين فيه والمسافرين وسواق الشاحنات المارين عبره ويوفر انسيابية في حركة المركبات عبر المنفذ مما يسهم في فتح أبواب الاستثمار وتنشيط الشراكة بين القطاع العام والخاص في إعادة اعمار المناطق المحررة وتأهيل البنى التحتية اللازمة لتحفيز النشاط الاقتصادي في العراق بما يخفف العبء عن كاهل الدولة ويضمن توفير فرص عمل جديدة».
وكانت سفيرة العراق في الأردن، صفية السهيل، أعلنت مؤخراً أن لجنة مختصة تعمل حالياً على إعادة فتح الطريق الواصل بين معبر طريبيل الحدودي مع الأردن حتى مشارف بغداد. وأكدت أن «المركز الحدودي في طريبيل جاهز للعمل حالياً».
وأضافت، في تصريح صحافي، أن «هناك تحضيرات مع الجانب الأردني للعمل على البدء في فتح الطريق، والاتفاق على السير بأسلوب القوافل أو المجموعات تحت حماية أمنية من طريبيل إلى مشارف العاصمة بغداد».
كما سبق، وأعلنت قيادة عمليات الأنبار، أنها بصدد توفير متطلبات تأمين الطريق السريع إلى الأردن ومنفذ طريبيل. وقامت من أجل ذلك بحملة عسكرية لتمشيط منطقة غرب الانبار وطرد عناصر تنظيم «الدولة» منها، لكن الحملة توقفت مؤقتاً بسبب انشغال القوات العراقية بمعركة تحرير الموصل.
ويعتقد مراقبون أن إعادة تأهيل الطريق السريع بين العراق وسوريا والأردن، رغم أهميته الاقتصادية الكبيرة للبلدان الثلاثة، لكن ثمة صعوبات قد تعيق تحقيقه أهمها توفير الجانب الأمني في منطقة صحراوية شاسعة تتواجد فيها بعض خلايا تنظيم «الدولة»، وانشغال القوات العراقية بتحرير الموصل ومناطق أخرى، اضافة الى صراع بعض القوى السياسية في الانبار للحصول على حصة في هذا المشروع الكبير.
كما كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، عن وجود خلافات امريكية – ايرانية حول اعادة تأهيل الطريق السريع بسبب تضارب المصالح ، مشيرة الى ان الولايات المتحدة ترى ان تطوير الطريق السريع الذي يربط بين بغداد وعمان في الأردن أمر حيوي ، فيما تعتبره ايران تهديدا لمصالحها .

m2pack.biz