1من اصل2
- نادية عبد الحليم
يجول المصمم، كريم الحيوان، شوارع مصر بعد سته باحثًا عن هؤلاء الذين يعتبرهم “كنزا إنسانيا” ليحولهم أبطالًا لصوره الفوتوغرافية التي لا يشغل نفسه كثيرًا بتصنيفها أو وضع شروح مفصلة لتقنيات التقاطها. فهو مشغول بإظهار تلك “الصورة المصرية الخالصة”. بتكوينها الفريد كما يراها في أحياء المحروسة وميادينها وأسواقها التي يجولها دون كلل أو ملل.
إ إذا أردت أن تعرف مصر عن قرب، وأن تزور شوارعها وتعيش لحظات لا تنسى مع أهلها في أكثر الأماكن تواضعا وأصالة وعراقة فإن إحدى السبل التي تساعدك على تحقيق ذلك هي بالتأكيد مشاهدة مجموعة الصور التي يلتقطها “كريم الحيوان” أو أن تشاركه طقسه الأسبوعي الشهير كل سبت حين يخرج في جولة يتجه أثناءها إلى مكان ما داخل مصر لم يخطط له مسبقًا ليمكارس هوايته الجميلة.. التصوير الفوتوغرافي!
لا يزال كريم الحيوان بالرغم من شهرته التي تزداد يومًا بعد يوم، يعتبر نفسه مجرد هاو وعاشق للتصوير يقول “أجمل شيء في الدنيا أن يكون عملك هوايتكً.. لا أخطط لهدف ما، لا أبحث عن جائزة هنا أو هناك، لا تشغلني الدراسة المتخصصة، كل ما أهتم به هو الصورة.. تكوينها وما تبثه من مشاعر ومعان، ما تحمله من رسائل عن بلدي التي لا تنفذ منها الأشياء الجميلة، أما التكنيك فيأتي بالتجربة وبالصواب والخطأ والقراءة.. لا يعني ذلك أنني ضد الدراسة لكن بشرط أن تضيف إليك ولا تحصرك في نوع معين لأنها حينئذ تدمر موهبتك وتلقائيتك”
من خلال التصوير الفوتوغرافي تعايشت مع الأصالة المصرية واكتشفت جمالًا من نوع آخر
بدأ كريم التصوير أثناء دراسته بكلية الهندسة كان من متطلبات دراسته النزول إلى مناطق مثل القاهرة الفاطمية ووسط البلد لرؤية العمارة وتصويرها ليدرس بعد ذلك تفاصيلها، وكان يستهويه التصوير لكنه لم يستمر، إذ انشغل بعمله كمصمم وعاد بعد سنوات عدة للتصوير مرة أخرى، وربما كانت الثورة هي المحرك الأساسي لعودته إذ نزل إلى ميدان التحرير،