العقيدة السومارية
أولاً يجب أن تتعرف على المكان الذي نستخلص منه المعلومات عن شعب الأنوناكي، ألا وهي الحضارة السومارية، حضارة ما بين النهرين أو ما تسمى حالياً العراق. من المعروف لدى باحثي التاريخ أن في منطقة العراق ما حولها من أقصى جنوب نهري دجلة والفرات أو أقصى الشمال وحتى البحر المتوسط، تكونت أولى الحضارات الإنسانية بالعالم القديم منذ أكثر من ستة ألاف عام، صحيح أن الكتابة لم تبدأ هناك سوى من ثلاثة ألاف عام إلا إن الحضارة بدأت قبل ذلك بكثير والمكتوب على الأحجار ما هو إلا رواية لتاريخهم هم.
بدأ الأمر حين قرر الإنسان الحجري السكن بجانب الأنهار وتعلم الزراعة وبدأت التجمعات، بعدها بدأت ما نسميه الحضارة السومارية القديمة وهي أقدم حضارة بالعالم تتخطى حتى الحضارة الفرعونية في القدم، وبعدها جاءت مملكة أكد بتلك المنطقة على يد سرجون الأول، ثم الحضارة البابلية وأشهر ملكوها نبوخذ نصر ثم الحضارة الأشورية أي مملكة أشور وعاصمتها نينوي، ورغم اختلاف الثقافة واللغة بعض الشيء بين تلك الحضارات إلا أن اللغة قريبة جداً من بعض والديانة شبه واحدة إلا أن الاختلاف كان برفع مكانة إله عن أخر في كل فترة زمنية.
ما يخصنا بهذا الأمر هم الحضارة السومارية وكتابتهم باللغة السومارية لأنها أقدم كتابة ولم يصلنا منها سوى القليل، ولكن هذا القليل كشف عن أسرار عظيمة عن تلك الفترة وعن ديانتهم وإيمانهم بشعب الأنوناكي وماذا يمثلون لهم. قصتنا تأتي من سبع لوح أثرية قديمة تسمى “إينوما إليش” وهي قصة الخليقة البابلية التي تتحدث عن إيمانهم بكيف تم خلق الكون والإنسان على يد الآلهة العظام الأعلى (إنليل، إنكي، أنو، مردوخ، نبو، سين، شمش).