الغوطة الشرقية لدمشق على مفترق طرق بين الحل السياسي والحصار

الغوطة الشرقية لدمشق على مفترق طرق بين الحل السياسي والحصار

الغوطة الشرقية لدمشق على مفترق طرق بين الحل السياسي والحصار

الغوطة الشرقية لدمشق على مفترق طرق بين الحل السياسي والحصار
إسطنبول «القدس العربي»: تحدثت مصادر في المعارضة المسلحة عن احتمالات إطباق حصار قوات النظام السوري لكامل منطقة الغوطة الشرقية في الأسابيع المقبلة، وقال أحد قيادات الفصائل في الغوطة الشرقية للعاصمة دمشق، رفض الكشف عن هويته، ان قوات النظام بدأت تتبع «استراتيجية قضم الأراضي وقطع الطرق المحتملة لمرور المواد الأساسية والسيطرة النارية على معظمها لمنع مرور تلك المواد إلى مناطق الغوطة».
وأضاف ل«القدس العربي» ان النظام مُنذ أقل من عامين «اصبح يركز على تدمير الانفاق الواصلة بين مناطق الغوطة ومناطق أخرى لا تعاني من قوة الحصار نفسه»، حسب قوله. وأكد المصدر على «انقسامات واسعة في صفوف الفصائل مع بعضها وكذلك في الهيئات المدنية التي كانت تلعب دوراً أساسياً في التخفيف من حدة الانقسامات وتأمين مستلزمات العيش للسكان المحاصرين بالتنسيق مع الفصائل».
وأشار إلى أهم عوامل الانقسام «برزت بعد دخول فيلق الرحمن وجيش الإسلام في مفاوضات الحل السياسي الذي ترفضه حركة احرار الشام وجبهة فتح الشام التي تصر على القتال لاسقاط النظام».
وقال المصدر، ان «معظم سكان المناطق والهيئات المدنية والإعلامية يفضلون الحل السياسي السلمي على مواصلة القتال، وهو موقف ترفضه الحركة والجبهة بينما يؤيده جيش الإسلام وفيلق الرحمن»، حسب قوله.
وأكد على ان «كلاً من جيش الإسلام وفيلق الرحمن رغم الخلافات بينهما يتفقان على ضرورة وقف نزيف الدم وفك الحصار عن الغوطة الشرقية» وحسب المصدر هناك «تيار مهم من السكان يؤيدون موقف جبهة فتح الشام وحركة احرار الشام في الاستمرار بخيار الحسم العسكري تخوفاً من احتمالات فرض النظام سياسة التهجير القسري واجراء تغييرات ديموغرافية في المنطقة على حساب سكانها السُنّة كما حصل في مناطق عدة لجأت إلى خيار المصالحة مع النظام». وقال ان «عشرات العروض تقدم بها النظام لفتح الحصار في مقابل فرض تسوية شبيهة بتسويات وادي بردى وقبلها داريا وخان الشيح وبلدات جنوب دمشق، لكن وجهاء الغوطة رفضوا كل تلك العروض طالما أنها ستؤدي إلى تهجيرهم إلى مناطق أخرى»، حسب قوله.
ورأى سامي دوماني، الناشط الميداني في مجال العمل الخيري، ان «الأشهر الماضية وبعد ان تأكد الناس من مماطلة النظام في المفاوضات مع المعارضة والفصائل وعدم جديته اصبحوا يرفضون مجرد التفكير في القبول بالاستمرار في المفاوضات»، مؤكداً على «ضغوط تتعرض لها قيادات جيش الإسلام وفيلق الرحمن من فئة كبيرة من مقاتليهم والسكان للانسحاب من المفاوضات والاصطفاف إلى جانب حركة أحرار الشام وجبهة فتح الشام لمواصلة قتال قوات النظام»، وقال، ان «المجموعات القتالية المستقلة لا تزال تواصل رباطها دفاعاً عن مناطقها ويقفون في معظمهم بالضد من المفاوضات مع النظام ويدعون إلى تبني خيار الحل العسكري لفرض الشروط السياسية على النظام من موقع القوة»، حسب تعبيره.
وأشار دوماني إلى ان «الثقل الأكبر بين مناطق الغوطة الشرقية هي مدينة دوما التي هي معقل جيش الإسلام ويتبنى سكانها مواقفه تماماً، وهو ما يثير مخاوف انقسام مستقبلي ضمن مدينة دوما بين مؤيدين للجيش ومعارضين له إذا استمرت المفاوضات مع مواصلة حرب النظام على سكان المدينة دون توقف»، على حد قوله.

m2pack.biz