القوارض «تسرح وتمرح» في وزارات فرنسا . وقِطّان يديران المعركة

القوارض «تسرح وتمرح» في وزارات فرنسا… وقِطّان يديران المعركة

القوارض «تسرح وتمرح» في وزارات فرنسا... وقِطّان يديران المعركة

خوري
تشهد مقرّات وزارية ورسمية فرنسية عدة، هي بغالبيتها قصور تاريخية فاخرة، «غزوات» تثير حفيظة شاغليها من وزراء وموظفين كبار وصغار.
وهؤلاء الغزاة، وفق وسائل إعلام فرنسية عدة، ليسوا سوى قوارض، من فئران وجرذان تسرح وتمرح في قصور الجمهورية، غير آبهة بالعاملين ولا بالشخصيات التي تتردّد على هذه المقرات.
وأفادت إذاعة «فرانس إنفو» بأن الفئران والجرذان تحتل مقرات الوزارات الفرنسية، وبينها مقر وزارة الداخلية الواقع قبالة قصر الإليزيه الرئاسي، ومقر الوزير المكلّف العلاقة مع البرلمان، وأيضاً مقر وزارة الخارجية العريق ال «كي دورسيه» الواقع على ضفة نهر السين.
هذه الغزوات اضطُرت شاغلي المقرات المختلفة لإعداد خطط لمواجهتها، وإن كانت الإمكانات المتاح توظيفها في هذا المجال متفاوتة من وزارة إلى أخرى، ويتم التعامل معها على انفراد، وكل وفق مقدّراته.
مثلاً، اختارت الوزيرة المفوضة لدى وزارة الداخلية جاكلين غورو، نشر أفخاخ للقوارض في غرفة نومها كونها تُقيم في شقة تعلو المكتب الذي تشغله في وزارة الداخلية.
أما وزارة الخارجية، فنصبت فِخاخاً في المكاتب والقاعات، لكنها لجأت إلى مزيد من الحزم، فتبنّت زوجاً من القطط لإضفاء المزيد من الفاعلية على حملتها ضد القوارض.
وأشارت قناة «بي أف أم» التلفزيونية الإخبارية إلى أن القِطّيْن المكلفين إدارة المعركة أُطلق عليهما اسم «نومي» و «نويه» نسبة إلى «نومينويه»، أول ملك لمنطقة بريتاني، مسقط رأس وزير الخارجية جان إيف لودريان.
وأثار تكليف هذيْن القِطّيْن هذه المعركة تساؤلات عدة وجّهتها «الحياة» إلى الناطق المساعد لوزارة الخارجية ألكسندر جيورجيني من منطلق الاطمئنان عليهما، علماً أن المقر المطلوب منهما تطهيره من الغزاة كبير جداً، وموزّع على طبقات عدة. لكنه امتنع عن الإدلاء بأي تفاصيل عن الموضوع واكتفى بتأكيد نبأ تبنّي القِطّيْن.
وأكد مصدر مطلع في الوزارة أن «نومي» و «نويه» مكلفان مهمة خاصة وسرية من المتعذّر كشف تفاصيلها في هذا الظرف، وأنه طبقاً للتوجيهات المعطاة إليهما، فإن جدوى مهمّتهما ستكون موضوع تقرير مفصّل يصدر العام المقبل.
يُذكر أن وجود القوارض تفاقم أخيراً، لكنه ليس ظاهرة في المقرّات الرسمية الفرنسية. وعلى رغم ذلك، روَت وزيرة سابقة ل «الحياة» أنها كانت تستقبل إحدى نظيراتها الأوروبيات عندما فوجئت بفأرة تتنقّل في أرجاء مكتبها بوزارة الخارجية. وأشارت إلى أن هذا التسلل أثناء اجتماع رسمي أثار اضطرابها، بحيث بات اهتمامها منصباً على الحيلولة دون وقوع نظر ضيفتها على المتسللة إلى الاجتماع.
ولم تتطرق وسائل الإعلام الفرنسية إلى الوضع القائم في قصر الإليزيه، علماً أن عدداً من الصحافيين رأى في عهد الرئيس السابق جاك شيراك فأرة في إحدى قاعات القصر أثناء حفلة عشاء.

m2pack.biz