القيادة دون وعي 3من اصل3

 

فقره3
فقره3

كيف يمكنك أن تعي هذا؟ يبدو من السهل والبديهي أن تستدعي الصور المجازية المعتادة الخاصة بالمسرح أو التيار لوصف الفرق؛ ففي الحالة الواعية، كانت كل تلك الإشارات المرورية المتغيرة والتلال والمنعطفات والسيارات الأخرى معروضة في مسرحنا العقلي أو اختبرناها في تيار الوعي لدينا؛ أما في الحالة غير الواعية، فقد سيطرت أحلام اليقظة على العرض، ولم تدخل الإشارات والمنعطفات والسيارات قط إلى تيار الوعي.

تظهر المشكلة فقط عندما نحاول الربط بين تلك الفكرة وبين ما يحدث في الدماغ. دعونا نتأمل عمليات الدماغ المتضمنة في جانب واحد صغير من عملية القيادة؛ على سبيل المثال، ملاحظة تغير الإشارة إلى اللون الأحمر وإيقاف السيارة؛ في الحالة الواعية وغير الواعية، لا بد أن قدرا كبيرا من المعالجة قد حدث في القشرة البصرية ومناطق التخطيط في القشرة الجبهية والقشرة الحركية حيث يتم التنسيق بين حركات الأيدي والأقدام. في كلا الحالين، إنك تنجح في إيقاف السيارة، غير أنه في إحداهما، يتم كل هذا النشاط عن وعي، أما في الأخرى فلا؛ فما الفرق؟

كما أوضحنا، لا توجد شاشة مركزية في الدماغ تشاهد الذات من خلالها العرض، ولا معالج مركزي تحدث فيه التجارب الواعية، غير أنه يجب أن يكون هناك اختلاف

مهم. السؤال الآن: ما هو هذا الاختلاف؟ إنه هو ما يجب على كل نظرية صحيحة خاصة بالوعي أن تشرحه. حان الآن الوقت لاستعراض بعض أشهر النظريات الخاصة بالوعي، ومعرفة كيف تتعامل مع هذا الاختلاف المدهش.

 

m2pack.biz