الكواكب الأخرى والحياة

الكواكب الأخرى والحياة

الكواكب الأخرى والحياة

لنبدأ بالسؤال بطريقةٍ صحيحة وعن الأشياء أولًا بأول حسب منطقيتها، لماذا نستطيع العيش على الأرض؟ لأن عليها مقومات الحياة من ماء وهواء وطبيعة جوية مناسبة وكائنات حية أخرى غيرنا مُسخرة لنا، إذًا يخرج لدينا من هنا سؤالان، الأول: هل كوكبنا الوحيد في المجرة الذي عليه مقومات الحياة؟ والثاني: هل كل الكائنات الحية الفضائية إن افترضنا وجودها تحتاج المقومات التي يحتاجها سكان الأرض للحياة؟ سؤالان جوهريان تبدو إجابتهما قادرةً على إنهاء الجدال في وجود الفضائيين من عدمه لكننا كما هو مُتوقع لا نملك الجواب، بالنسبة للسؤال الأول فهل يُعقل ذلك فعلًا أن يكون كوكبنا وحده الصالح للحياة؟ لكن الإجابة تكمنا في أننا بدأنا باكتشاف كواكب أخرى بعيدة أو قريبة تحمل من مقومات الحياة أو آثارها ما يُشابه ما تحمله لنا الأرض، إذًا فلا، ليس كوكبنا الوحيد الصالح للحياة ولا يعقل بأي حالٍ من الأحوال أن يكون كوكبنا متفردًا بخاصية الحياة وحده من بين مليارات المليارات من الكواكب، حتى أن الإنسان صار يُفكر جديًا في الحياة خارج الأرض مستقبليًا فلماذا لا يوجد أحدٌ غيرنا في تلك الحياة في الخارج؟
أما السؤال الثاني يجعلك تتفكر في معنى مصطلح “مقومات الحياة” ذاك، فالسمك يعيش في الماء والماء من مقومات حياته لو عاش في الهواء لمات، والإنسان يتنفس الهواء لو حبسناه في الماء لمات، إذًا نفس الأرض ونفس الكوكب يعيش عليهما كائنان متجاوران وكلٌ منهما لو تطفل على بيئة الآخر لمات، إذًا فمقومات الحياة نسبية وفقًا لكل كائنٍ حيٍ مختلف، فلماذا إذًا نظن أنه واجبٌ على البيئة الأخرى على الكواكب الأخرى أن تكون مطابقةً لبيئة الأرض لنظن أن عليها حياة؟ أليس من الممكن أن تكون هناك كائناتٌ أخرى لا تستطيع الحياة في الظروف التي نسميها نحن مقومات الحياة؟ أمرٌ غير مستبعدٍ ويستحق التأمل.

m2pack.biz