اللاشعور الاجتماعي 42من اصل42

اللاشعور الاجتماعي 42من اصل42

اللاشعور الاجتماعي 42 من اصل 42
اللاشعور الاجتماعي 42 من اصل 42

وحين يعني الكشف عن اللاشعور أن المرء يتوصل إلى خبرة أو معرفة بإنسانيته سيكون في إمكان هذا الكشف عندئذ ألا يتوقف عند الفرد بل يجب أن يمضي قدماً للكشف عن اللاشعور الاجتماعي. على أن هذا يشترط فهماً للقوى الاجتماعية المحركة (الدينامية الاجتماعية) وحكماً نقدياً للمجتمع من وجهة نظر قيم إنسانية شاملة. على أن ما اكتسبه ماركس من نظر وفهم للمجتمع هو شرط أننا ندرك ونفهم اللاشعور الاجتماعي. ونتحول بذلك إلى أفراد واعين كل الوعي ومتنبهين كل التنبه، إلى أفراد تخلصوا من كبتهم.وحين ينبغي (للأنا أن يصير حيث كان “هو”) عندئذ يكون الشرط الضروري نقد اجتماعي إنساني ([1])، وإلا لن يصبح الشخص المعين على وعي وشعور إلا بنواح معينة من لا شعوره الفردي، لكنه من نواح أخرى لن يكون باعتباره شخصية كلية أكثر يقظة وانتباهاً من الباقين. يضاف إلى ذلك أيضاً أن ما هو جوهري لفهم الذات القائم على التحليل ليس فهماً للمجتمع قائماً على التمحيص والنقد فحسب، بل إن الفهم التحليلي للاشعور الفردي له نصيبه المميز أيضاً في فهم المجتمع. وإذا ما عرف المرء أبعاد اللاشعور في الحياة الشخصية استطاع المرء أن يحكم حكماً تاماً كيف يمكن أن تتأثر الحياة الاجتماعية بأيديولوجيات ليست هي بحقيقة وليس هي بكذب، أو بالأحرى هي حقيقة وكذب على سواء. (وتعني الحقيقة هنا أن الناس يؤمنون بذلك في صدق وإخلاص، وأما في حالة الكذب فالمسألة هي مسألة تسويغات وظيفتها أن تستر وتغطي الدوافع الحقيقية للعمل الاجتماعي والسياسي). ومهما تبادل اللاشعور الفردي واللاشعور الاجتماعي التأثير فيما بينهما فإننا نجد، مع هذا، تناقضاً أساسياً حين نقارن مفهوم فرويد بمفهوم ماركس عن الكبت بالنسبة للتطور الاجتماعي. وكما سبق أن استعرضنا فإنه ليستتبع المدنية المتزايدة في نظر فرويد كبت متزايد بحيث إن التطور الاجتماعي لا يؤدي إلى حل الكبت، بل إلى تقويته وزيادته.

m2pack.biz