اللغة تعود من حيث بدأت

فقره1
فقره1

ولكن..!

1من اصل2

د. زكية محمد العتيبي: الرياض

 

اللغة كما عرّفها ابن جني: (هي أصوات يعبًر بها كل قوم عن أغراضهم) فهي الوعاء الحافظ للأفكار بل والموصل لها. وأصل اللغات كما ذكر علماء اللغة، أصوات مسموعة سمعها الإنسان الأول وأخذ بتقليدها كأصوات الحيوانات، والطبيعة، إلى أن وصل الإنسان إلى الاصطلاح. جاء في كتاب (اللغة العربيّة أصل اللغات): (إن اللغة توقيفية، وهي بعد ذلك اصطلاحية في كل ما يستجد من حياة البشر، حيث كانت اللغة الأُولى مكتملة ولكنها أقل عددًا في مخزون الألفاظ من لغات اليوم، لأنها كانت تتكون من كلمات تمثل جذور اللغات الحالية، ولمّا احتاج الإنسان إلى مزيد من الكلمات، لتسمية الموضوعات، والمكتشفات، والأحوال الجديدة، انبثق من تلك الجذور ما احتاج إليه من الكلام). وقد ذكر ابن جني في كتابه: (الخصائص) قصة وضع اللغات، والتأسيس لها على لسان علماء اللغة حيث قال: (يجتمع بعض الحكماء فيحتاجون إلى الإبانة عن الأشياء المعلومة فيضعون لكلِّ واحد سمة ولفظًا إذا ذُكر عُرف به ما سمّاه، ليمتاز به عن غيره، فكأنّهم جاءوا إلى واحد من بني آدم فأومأوا إليه وقالوا إنسان.. إنسان، فأي وقت سُمع هذا اللفظ، عُلم أن المراد به هذا الضرب من المخلوقات). إذًا اللغة في أصل نشأتها نشأت شفهية لا كتابية، وهذا هو المتعارف عليه بين أهل اللغة القدماء والمحدثين، فكلنا مازلنا نذكر قصة ولادة اللغة الكتابية التي نبتت كاحتياج إنساني مع البعد والترحال والرغبة في إيصال المراد إيصاله من الكلام لمن ليس أمامك، وهذا الاحتياج سابق جدًا لعصر البرقيات والمهاتفة والحديث المباشر الذي نحن عليه اليوم، فالإنسان بأدواته البسيطة آنذاك كان ينحت على الحجر، من قبل أن تكون لديه حروف، فصار ينحت بالرسم، فاحتاج للرموز فأنشأها، وبدأ الكتابة على أوراق الشجر والرقاع، ثم احتاج إلى الانتقال من اللغة التصويرية إلى اللغة الكتابية، وعندما أوجد الرموز ووصل إلى مستوى الحروف مرت تلك الحروف من الرسم الهندسي حتى أصبحت رموزًا حرفية دون النقط، فصار الاحتياج للنقط،

m2pack.biz