المثال 1 التقدير 2من اصل4
تخيل حضور رئيسك لمكتبك- على سبيل المثال- وإلقاءه بتقرير على مكتبك وطرحه السؤال التالي: ” كم ستستغرق من الوقت لدراسة هذا التقرير؟ ” قتنظر إليه وتفكر للحظة وتجيبه: ” حوالي ساعة”. فإذا كان الأمر بالنسبة لك مسألة جهد ولكن رئيسك يهتم بالوقت بشكل أكبر، فهل تستطيع الآن أن ترى سبب الخلاف المحتمل نشوبه بينكما؟ فرئيسك يعتقد أنه يجب أن يحصل على إجابة في غضون ساعة وأنت عرفت عند نظرك للأعمال الموكلة إليك ( 300 رسالة لم تقرأها، وغيرها من هذه الأمور! ) إنك تحتاج لأسابيع قبل أن تبدأ في هذه الورقة السخيفة.
لقد رأيت جميع أنواع الوسائل العملية وشبه العلمية لإعداد تقدير في مختلف الفروع والمجالات. فإذا كنت تعمل في مجال البرمجة، يمكنك الرجوع لكتاب ” باري بويهم” Software Engineering Economics الذي يحوي معالجة شاملة لهذا الموضوع، أما إذا كنت تعمل في مجالي فليس هناك ما هو أفضل من الوصف التالي لعملية التقدير، وهو وصف يعرف عملية التقدير والمنتج النهائي، وهو مأخوذ من كتاب ” إلبرت” و” إليوت” My Indecision Is Final ويصف الاستعداد التي كان على السير ” ريتشارد أتنبورو” القيام بها قبل تصوير فيلمه ” غاندي”.
كان على [ أتنبورو] أن يصور الفيلم في فصل الشتاء في الهند بحيث يبدؤه في شهر نوفمبر وينتهي في إبريل أو مايو التالي. ( فدرجة الحرارة في فصل الصيف مرتفعة للغاية: لا يمكن لطاقم الفيلم أن يعمل إذا وصلت درجة الحرارة لـــ 40 درجة مئوية ولكن لكي يقوم بالتصوير في نوفمبر، كان عليه الإعداد للتصوير قبل ذلك بستة أشهر بأن يعد الممثلين وفريق العمل، وأن يجهز أماكن التصوير ويعد الملابس ويحصل على كافة التصريحات اللازمة للتصوير في الهند ويشحن المعدات لهناك وغير ذلك من الأمور. ومثل هذه المهام- التي تعرف بالإعداد للإنتاج- عادة ما تكون سهلة إذا كنت تصور داخل بلدك ولكنها تكون صعبة ومعقدة عند التصوير خارج البلاد. ولأخذ مثال بسيط على ذلك،