المثال 4 البحث عن أسباب بسيطة
يجمع هذا المثال بين ما تعلمناه في المبدأ الأول؛ أن العديد من الأمور بسيطة، وبين ما تعلمناه في المبدأ الثاني، وهو معرفة ما تحاول القيام به.
إن أحد الأمور التي نقوم بها في شركتنا إنقاذ المشروعات. فقد طلب مني منذ بضع سنوات القيام بعملية إنقاذ لمشروع كبير ومعقد كان سيستنزف الكثير من الأموال والوقت. وأعني بقولي إنه مشروع كبير أنه كان يتم في العديد من البلدان. وأعني بقولي إنه كان يهدف لتطوير برمجيات معقدة للغاية.
في اليوم الأول من وصولي لموقع العمل، سلمني مدير المشروع ستة ملفات كبيرة سمك كل واحد منها 15,50 سنتيمتر ويزدحم كل منها برزم من الأوراق وقال لي: ” ستحتاج لقراءة هذه الأوراق كي تكون لديك خلفية عن المشروع”. ومحاولة مني لإخفاء فزعي، طلبت منه أن يحكي لي قصة المشروع. ويوضح المبدأ الثاني أن أحد الأسباب الممكنة لنشوب المشكلات هي عدم توضيح أهداف المشروع بشكل جيد. وقد تكون هذه هي المشكلة هنا. إذا لم يكن الأمر كذلك فمن الأفضل لي أن أقرأ كل هذه الأوراق.
وكما اتضح فيما بعد، لم يتم تحديد أهداف المشروع بوضوح. وخلال ستة أشهر من العمل في المشروع، كان يجب الانتهاء من المتطلبات وعمل تصميم رفيع المستوى والاتفاق عليه حتى يمكن البدء في تطوير البرمجيات. ولكن، لم يتم الاتفاق فحسب، وإنما لم تتم كتابة سوى جزء صغير منها. ودون المزيد من التفاصيل، أدركنا الأسباب الرئيسية وراء رغبتنا في تحقيق أهداف المشروع.
وكإضافة لهذه القصة، خصصت جزءاً من جهدي لمحاولة إنقاذ مشروع آخر. ورأيت أن تخصيص خمسة أيام من وقتي فضلاً عن النفقات سيجعلني أتم العمل وأصل لحلول لكافة المشكلات، وأعد التقارير، أرتب نفسي لأية طوارئ، كما كنت آمل أن أحقق نسبة بسيطة من الربح. وفيما بعد، علمت أن المشروع آل لواحدة من كبرى الشركات الاستشارية التي خصصت استشارياً لمدة شهرين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ويبدو أن هناك قاعدة تقول إن المشروعات المعقدة تتطلب أسباباً معقدة لتحيد عن الطريق الصحيح. ولكن هذا لم يحدث معي على الإطلاق.