المصير الآخر لنظريات ماركس وفرويد  11من اصل11

المصير الآخر لنظريات ماركس وفرويد  11من اصل11

المصير الآخر لنظريات ماركس وفرويد 11من اصل11
المصير الآخر لنظريات ماركس وفرويد 11من اصل11

واستعمل ستالين وسيلتين لكي يحول سكان القرى والأرياف إلى ناس طبقوا عملياً نظام عمل ضرورياً من أجل سيادة الصناعة الحديثة ولكي يحركهم للتضحية بالاستهلاك التي هي ضرورية لتراكم سريع لرأس المال بغية بناء الصناعات الأساسية. وكانت إحدى الوسيلتين العنف والإرهاب اللذين زادهما شراً على شر شكه الشخصي الجنوني وشهوة الحكم التي لا حد لها ولا قرار، أكثر مما كان ضرورياً لتحقيق أهدافه الاقتصادية، وهذا ما أضر بمركزه الاقتصادي والعسكري في نواح كثيرة. أما الوسيلة الأخرى، أي الترغيب في خدمة أعلى عند كفاءة أكبر، فكانت هي نفسها كما هي في الرأسمالية. ولقد كان هذا أهم حافز يستعمله المرء لكي يضاعف إنتاج العمال ومدراء المؤسسات والفلاحين. والحق أن كل مدير مؤسسة رأسمالي يوقن بأن “فكرة الربح” تمثل الدافع الوحيد الفعال للتقدم، كان تحمس للنظام الروسي، لاسيما حين لا يلائم هواه أن تتدخل النقابات في وظائف الإدارات ([1]). وفي السنوات حتى موت ستالين كان لاتحاد السوفييت قد أوجد أساساً كافياً لاستهلاك أكبر؟ وفضلاً عن ذلك كان قد عود سكانه على نظام عمل صناعي بحيث إن المرء استطاع أن ينهي سيطرة الإرهاب ويبني دولة بوليسية كان فيها نقد النظام ممنوعاً وقل الحديث فيها عن النشاط السياسي جداً؛ على أنه لا داعي للمواطن العادي لأن يخاف فيها من أن يعتقل في ساعات الصباح المبكرة بسبب تصريحات ناقدة أو بناء على وشاية قام بها عدو شخصي.

إن آخر الخطوات في أثناء الانتقال من المرحلة الستالينية إلى مرحلة خروتشوف هي تنزيل مقام ستالين الذي تم في مؤتمر الحزب الشيوعي في خريف 1961 والبرنامج الجديد للحزب الشيوعي الذي تبناه المؤتمر.

([1]) انظر في هذا الخصوص أيضاً ما عرفته في الفصل الثاني من: إ. فروم: أمن الممكن أن ينتصر الإنسان؛ دراسة الوقائع والأوهام في السياسة الخارجية، نيويورك 1961. وكذلك في المؤلفات الكاملة، المجلد الخامس.

m2pack.biz