الموضوع ١٠-١١ تأثير الضجيج 1 من اصل 3
بوسع الضجيج أن يكون مصدر تعاسة للعامل بالأعمال الذهنية – بدءًا من المحادثات إلى الأصوات التي تحدثها المعدات وبدءًا من تنقيط المياه إلى وقع الأقدام من حين لآخر. تبين الأبحاث أن ما يسمى ب”الضجيج الأبيض” وهو ضجيج متواصل خفيض النغم ذو مستوى صوت منخفض يعمل على حجب كل الضجيج الآخر.
ويمكن إنتاج هذا التأثير بوحدات الإضاءة الفلوريسنت! ذات يوم كنت مستغرقًا كليًّا في قراءة سلسلة من مقالات الدوريات في أعماق رفوف الكتب الخلفية المتراصة في مكتبة “دافيس” بداخل حرم جامعة “كارولينا الشمالية” بمدينة “تشابل هيل”. ما إن انتهيت من قراءة مقال عن التأثير الإيجابي للضجيج الأبيض بحجب الإلهاءات حتى تنبهت إلى طنين منخفض متواصل صادر من مكان ما فوقي فتساءلت – هل كان مُصمم هذه المكتبة العامة يعرف بأمر الضجيج الأبيض أم كان الأمر مجرد صدفة موفقة؟
إن أنماط الضجيج التي يمكن التنبؤ بها تعتبر أقل إزعاجًا من أنماط الضجيج التي لا يمكن التنبؤ بها فإذا كان الماء يقطر من صنبور المطبخ بإيقاع منتظم فبإمكاني التأقلم عليه؛ لكن إذا كانت قطرات الماء غير منتظمة فإنني أواجه صعوبة في تجاهلها.
على أن التعرض المستمر للضجيج الصاخب خاصةً المزمن منه يتلف شعيرات قوقعة الأذن (آكرمان ١٩٩٠). لكن تناول كمية كافية من الدهون في الحمية الغذائية والتقليل من احتساء الكافيين وتجنب التدخين سوف يحسِّن عملية فقدان السمع تلك – وبالطبع تجنب التعرض المستمر للضجيج الصاخب! بالإضافة إلى إتلاف آلية السمع يزيد الضجيج المتواصل من السلوك العدواني ويحد من السلوك الصحي.