الموضوع ١٢-٣ الكافيين 1 من اصل 7

الكافيين منشط أو “منبه” يوجد طبيعيًّا في نحو ستين نبتة أكثرها شيوعًا جوز “الكولا” وأوراق الشاي وحبوب الكاكاو والبن وأوراق المتة ومعجون “جوارانا”.
وتأثيره هو الإثارة الفسيولوجية المتزايدة المشابهة للإثارة التي يسببها التوتر في كونها تؤدي إلى إفراز الكورتيزول. كيميائيًّا ينتمي الكافيين إلى فئة أشباه القلويات وهي مركبات مشتقة من النباتات عادةً ما يكون لها جانب إيجابي وآخر سلبي وهي تشمل الكوكايين والمورفين و”إستركنين” و”كينين” والنيكوتين و”أتروبين”.
وبشكل أكثر تحديدًا فإنه ينتمي داخل تلك الفئة إلى المجموعة الفرعية ” ميثيل زانتين ” إلى جانب ” ثيوفيلين ” و” ثيوبرومين ” والتي تملك جميعًا القدرة على خداع المخ وجعله يعتقد أنها الناقل العصبي ” أدينوسين “. ويعتبر “أدينوسين” (راجع الفصل السادس والثلاثين) مهدئًا ضروريًّا لإعادة الجهاز العصبي المركزي من التيقظ الودي إلى التيقظ اللاودي أو من التوتر إلى الاسترخاء. ويمنع الكافيين الآثار الباعثة على الاسترخاء ل”أدينوسين” ويحافظ على مستوى مرتفع من التيقظ من خلال إعاقة مواقع مستقبلاته ومن ثم يعتبر الكافيين مخادعًا كشرطي دورية محتال على الطريق السريع يقول إنه لا بأس بمواصلة السير بسرعة مائة واثني عشر كيلو مترًا في الساعة في منطقة سكنية.
حدد “روجر سبيلمان” من كلية الطب بجامعة “هارفارد” عملًا محددًا آخر يسببه الكافيين (وحدد أيضًا عمله المانع ل”أدينوسين”): إنه يثبط ” فوسفودايستريز ” (المعروف اختصارًا ب PDE ) وهو إنزيم يكسر “أدينوسين” لذا يتيح تثبيطه مزيدًا من “أدينوسين” (إذا كان الكافيين يعمل كشرطي دورية محتال فهو يعمل
أيضًا كشخصية جذابة تُبعد ذلك الشرطي عن الطريق السريع؛ إن للكافيين شخصيات متعددة!).