الموضوع ٣٣ -٥ تنافر السمات

الموضوع ٣٣ -٥ تنافر السمات

الموضوع ٣٣ -٥ تنافر السمات

لاحظ ” هانز سيلي” أن بعضنا يخوض الحياة كالأرانب فيركضون من مكان لآخر ويقضمون الطعام برفق عندما يتمكنون من هذا ويجرون بسرعة في كل
الاتجاهات؛ والبعض الآخر يخوض الحياة كالسلاحف فينتقلون بمنهاجية من نقطة لأخرى مع انتباه شديد للتفاصيل متعاملين مع الأشياء الواحد تلو الآخر.
وطرفا التناسب هذان ليسا مضرين بالضرورة بل المضر أو المثير للتوتر هو محاولة المرء أن يتصرف بشكل مختلف عن طبيعته. على سبيل المثال تقول الزوجة
الأرنبة لزوجها السلحفاة: “أنت لا ترغب قط في الذهاب لأي مكان لفعل أي شيء”. فيشعر الزوج السلحفاة بالذنب ويقرر أن ينتهج سلوك الأرانب في هذه الليلة
ويذهب إلى المشرب مع زوجته الواثبة. ووفقًا ل “سيلي” فإن هذا هو ما يسبب التوتر – التصرف بما يتعارض مع طبيعة المرء.
فمحاولتنا أن نكون أشخاصًا مختلفين عن أنفسنا هي أمر مثير للتوتر أن نحاول البقاء منعزلين في حين أننا اجتماعيون بالفطرة؛ فالتصرف بما يتوافق مع
طبيعتنا هو من ناحية ما هدفنا النهائي (كما قال “شكسبير”: “أن تكون صادقًا مع نفسك…”). ومحاولتك أن تكون شيئًا مختلفًا هي عقبة في طريق هذا الهدف.
وبالإضافة إلى العمل الذي قام به “سيلي” يوجد قدر كبير من الكتابات يؤكد أن الانسجام بين طبيعة الأشخاص وطبيعة أنشطتهم (سواء في العمل أو في
اللعب أو في حياتهم المنزلية) هو متطلب أساسي لشعورهم بالرضا في أثناء سعيهم لتحقيق هدفهم. فكي يكونوا متحفزين بالكامل لا بد أن تكون سماتهم
الشخصية ومواهبهم وقدراتهم الخاصة وقيمهم ومعتقداتهم متوافقة مع مهامهم الحياتية فلا تنتظر من شخص منعزل أن يتحفز للبيع أو أن يكون شخصًا
إبداعي التفكير ماهرًا في تصحيح التجارب يومًا تلو آخر. في الفصل الرابع والثلاثين سوف نبرهن على كيف يتوافق مفهوم الصدق مع النفس هذا – وكيفية تعريف
الذات الحقيقية للمرء – مع نظرية التحفيز الأكبر. ويشرح الموضوع ٣٤-٧ (المورد البشري الأمثل) على وجه التحديد الطرق الخمس المختلفة التي قد تتطابق فيها
شخصيتك مع سياقك الشخصي وما تفعله حيال هذا.

m2pack.biz