الموضوع ٢٣-٥ الأفضلية الآسيوية 1من اصل2

كيف تدعم بعض اللغات إلى جانب العمل الجاد تعلم الرياضيات
في كتابه المتميزون (٢٠٠٨) حاول ” مالكولم جلادويل” تحديد الخصائص التي قد تكون مسئولة عن البراعة الكبيرة (المتميزون هم الأشخاص الذين يتفردون دائمًا في
مستويات براعتهم اليومية) وحدد أن الآسيويين يمتلكون براعة أكبر في الرياضيات بفضل خاصيتين ثقافيتين: ما يُطلق عليه أخلاقيات عمل الأرز غير المقشور
والكلمات والرموز الآسيوية المعبرة عن الأعداد.
يقول “جلادويل”: “العمل بكد هو ما يفعله الناجحون” (صفحة ٢٣٩). وقد أُلهم بهذه المقولة عبر بحث أجراه ” أندريس إريكسون” (“إريكسون” و”كرامب”
و”تيش رومر” ١٩٩٣) والذي اكتشف أن أولئك الذين على استعداد لأن يقضوا عشرة آلاف ساعة في التدريب المتأني (أي ليس مجرد النظام اليومي المعتاد ومع
درجات متعددة من الصعوبة) من المرجح أن يتمكنوا من تحقيق نتائج أفضل بكثير. ويستشهد “جلادويل” بجدول عروض فرقة البيتلز في “هامبورج” والوقت الذي
قضاه ” بيل جيتس” في معامله المتعددة. وهناك فارق وحيد بين اختبارات الرياضيات التي تُجرى في جميع أنحاء العالم وهو أن الثقافة التي تعلم مواطنيها
المثابرة هي التي تتفوق. وقد استشهد “جلادويل” بدراسة لاستبيان ديموجرافي طويل وممل تمكن من توقع البراعة في الرياضيات بدقة بناءً على مجموعة من
النقاط التي لم يلتفت إليها الخاضعون للاختبارات فحقق المعتادون على العمل الجاد والمثابرة درجات أعلى؛ لهذا تكون لدى الصين وغيرها من ثقافات “الأرز”
أفضلية على ثقافات “القمح” وثقافات “الجمع/الصيد”؛ لأن مواطني ثقافات الأرز يجب عليهم أن يعملوا بجد أكبر لساعات أطول وينعكس هذا على نتائجهم
الدراسية؛
حيث لا تقوم الإنجازات الأفضل على معدلات الذكاء الأعلى بل على مزيج من المثابرة الثقافية واللغة.
اللغة هي العامل الثاني المساعد على أفضلية الآسيويين الذي حدده “جلادويل”