الموضوع ٢٦ -١١ الحل الأفضل والحل المُرضي

إن السعي وراء الحل الأفضل – المعروف كذلك باسم الاستمثال – يعني وضع جميع الأمور في الحسبان كالتكاليف والمخاطر ثم الاختيار بعقلانية بين البدائل.
ولكن الأقوال أسهل من الأفعال؛ لأننا كبشر نجد صعوبة في تحديد خياراتنا حتى إننا لسنا بارعين في تقييم احتمالات الخطر؛ لذا فإننا نركن في بعض الأحيان إلى
أول خيار عملي معقول بدلًا من الحل الأفضل وهو ما يعرف بالحل المُرضي. في الغالب يقرر الخبراء اختيار الحل المُرضي في الأحوال التي تتصف بارتفاع نسبة
المخاطر ويكون فيها الوقت ضيقًا والمعلومات محدودة والظروف متغيرة. فلنتأمل رحلة طيران ١٥٤٩الأمريكية التي هبطت كما هو معروف على سطح مياه نهر
“هودسون” في عام ٢٠٠٩. لا يمكننا أن نعرف بالضبط ما الذي كان يدور في ذهن القبطان “سولينبرجر”. كل ما نعرفه هو أنه لم تكن لديه رفاهية جمع المعلومات عن
جميع البدائل المتاحة أو عقد المقارنات بينها ومن ثم تحديد أفضل حل ممكن. فما يفعله الناس خلال مآزق كهذه أو حتى في أوضاع أقل مأساوية من ذلك هو
تنفيذ أول خطة معقولة تخطر بالذهن ومن ثم تعديل ما يقومون به بينما تتكشف الصورة الكاملة مع الوقت.