الموضوع ٢٦ -١٢ إجهاد عملية اتخاذ القرارات
إجهاد عملية اتخاذ القرارات هو ما يحدث بعد اتخاذ سلسلة طويلة من القرارات على مدار اليوم. ولعل هذا ما يفسر ردي على زوجتي عندما تسألني عما أريد
تناوله على العشاء حيث أقول: “أي شيء”. وإجهاد عملية اتخاذ القرارات هو أحد الأسباب التي تجعل الأشخاص العقلانيين والهادئين يعانون صعوبة في
السيطرة على غضبهم في أثناء اجتماع يعقد في نهاية اليوم. فبينما نتخذ قرارًا تلو آخر على مدار اليوم يصبح كل قرار جديد أكثر صعوبة على الرغم من عدم
شعورنا بالتعب الجسدي. وفي نهاية المطاف نصل إلى مرحلة تبدأ فيها عقولنا في البحث عن طريق مختصر وذلك يمكن أن يؤدي إلى (١) إما أن نصبح متهورين
ومندفعين وأقل اهتمامًا بالعواقب أو (٢) أن نتوقف عن فعل أي شيء متجنبين اتخاذ أي قرار.
الخبر السيئ هو أن إجهاد عملية اتخاذ القرارات يقلل من قوة إرادتنا وباستنزافه لها فإنه يخفض من قدرتنا على اتخاذ قرارات صائبة. أما الخبر السار فهو أن قوة
الإرادة تشبه العضلات: بإمكاننا تمرينها وذلك وفقًا لأبحاث ” راي باوميستر” في جامعة فلوريدا (“باوميستر” و”تيرني” ٢٠٠١). يقسم “باوميستر” قوة الإرادة إلى
هذه الفئات الرئيسية القابلة للتحسين (الصفحات من ٦ إلى ١٧):
السيطرة على الأفكار : يمكننا تعلم تركيز أفكارنا.
السيطرة على العواطف : على الرغم من أننا لا نستطيع تغيير حالتنا المزاجية بقوة الإرادة إلا أنه يمكننا تغيير الأفكار والسلوكيات المترتبة على حالتنا المزاجية.
السيطرة على اندفاعاتنا : بالرغم من أننا لا نستطيع السيطرة على اندفاعاتنا فإننا نستطيع مقاومة الإغراء بصرف انتباهنا إلى شيء آخر.
السيطرة على الأداء : يمكننا تعلم تركيز طاقتنا بالإضافة إلى المثابرة في مواجهة العقبات.