الموضوع ٢٩ -٣ أدوات العملية1من اصل3
نموذج “ستيرنبرج” ذو الأبعاد الثلاثية للذكاء
يُعرِّف “ستيرنبرج” الذكاء بأنه القدرة على السيطرة على النفس ذهنيًّا وأعتقد أن هذه الفكرة نفسها هي التي كانت توجد في عقل “جان بياجيه” عندما عرَّف
الذكاء قائلًا: “إنه ما تستخدمه عندما لا تعرف ما عليك فعله” (تم الاستشهاد به في “كالفن” ١٩٩٦ صفحة ١). ومن الواضح أن ما يشير إليه هذان التعريفان
يفوق ما تتضمنه اختبارات حاصل الذكاء الحالية من مشكلات لفظية وعددية ومكانية تقليدية. فيرى “ستيرنبرج” ثلاثة حقول كبرى شاملة تعتبر فيها السيطرة
على النفس ضرورية: الحقل التكويني (أكاديمي) والحقل التجريبي (إبداعي) والحقل السياقي (ذكاء العامة). ويوضح الشكل (٢٩-٢) العلاقة بين هذه الحقول
الثلاثة وهي عبارة عن ست خطوات: (١) تكوين الهدف (٢ ) البحث (٣) وضع الإستراتيجيات (٤) تحديد التكتيكات (٥) الإبداع و (٦) التنفيذ .
الشكل ٢٩-٢ : مكونات “ستيرنبرج” للذكاء
ملحوظة : (١) تكوين الهدف (٢) البحث (٣) وضع الإستراتيجيات (٤) تحديد التكتيكات (٥) الإبداع (٦) التنفيذ.
وأحب أن أطلق على المكون التكويني من الذكاء وظيفة الإنتاج : فهو يجري أبحاثًا ويخطط ويبذل جهدًا ذهنيًّا وثمة مثالان كلاسيكيان للوظيفة العنصرية في
العمل هما ورقة أبحاث الزملاء وتقرير الشركة السنوي. وبالإشارة إلى النوع نفسه من العملية يؤكد “جازانيجا” (١٩٨٥) وجود وظيفة التفسير أو “المُفسر” في
الشق الأيسر من الدماغ. ويبدو أن الوظيفة العنصرية والسياقية ل “ستيرنبرج” هي تحليل أكثر تفصيلًا لوظيفة المفسر الخاصر ب “جازانيجا”.
ويمكننا أن نطلق اسمًا آخر على الحقل التجريبي وهو وظيفة الإبداع وهذه الوظيفة معنية بالسعي وراء الأصالة – الحداثة والتفرد والابتكار والفطنة وما
إلى ذلك (انظر الفصلين ٢٤ و ٢٥ لمزيد من التوضيح). ويحدد “ستيرنبرج” جانبين من جوانب التعامل مع الحداثة: إلى أي مدى نشعر بالارتياح عند تعاملنا مع
تجارب جديدة غير شائعة وما مدى سهولة فهمنا لهذه التجارب وقدرتنا على جعلها جزءًا من حياتنا الروتينية .