الورق والتغليف…. علاقة وثيقة
1من اصل2
إن العلاقة بين الورق والتغليف هي علاقة أزلية يرجع تاريخها إلى ما قبل اكتشاف أي نوع من خامات التغليف المرنة حيث تم اختراع الورق في الألف الثالث قبل الميلاد.
وقد ارتبط الورق بالطباعة منذ العهد الفرعوني حيث صنعه المصريون القدماء من سيقان نبات البردي، أما الورد المستخدم حالياً فيرجع إلى القرن الثاني الميلادي حين توصل الصينيون إلى طريقة صناعة الورق من لب الأشجار، كما كان للفتوحات الإسلامية الدور الأساسي في نقل هذه الحرفة إلى أوروبا، إلى أن تم إنشاء أول مصنع للورق في أسبانيا ثم إيطاليا ثم ألمانيا وأخيراً أمريكا.
أما علاقته بالتغليف فقد تطورت بشكل مذهل مع التطور في إنتاج المواد الغذائية، حيث كان الورق هو الغلاف الأساسي وربما أحياناً الوحيد في الماضي لتغليف المأكولات واللحوم والحلويات والبقول وغيرها.
والورق ببساطة هو تلك المادة الرقيقة التي تنتج عن ضغط الألياف السليولوزية الناتجة من تكاثف جزيئات سكر الجلوكوز الموجود في الجدار الخلوي للنباتات، وهذه الألياف تتشابك مع بعضها بطريقة عشوائية أو منتظمة وطريقة التشابك واتجاهه يحددان خواص الورق.
وتتم صناعة الورق آلياً من اللحاء الذي يتم غليه مع الجير تحت ضغط البخار ثم يتم تشكيله في أحواض مقسمة طولياً ثم يمرر في ماكينات تحوله إلى ألياف ويضاف له مواد راتينيجة وحشو للتحكم في وزن الورق النهائي، وكذلك مواد تلوين وغراء.
وقد ارتبط تطور صناعة الورق مع تطور الطباعة والتغليف وتنوع المنتجات، فعلى الرغم من وجود بعض المنتجات التي لا يمكن تعبئتها إلا في الورق فإن وجود نقاط الضعف في الورق كخدمة تغليف مثل قابليته للبلل والرطوبة وعدم قبوله للحام الحراري وطبيعته المسامية جعلت غزو الخامات المرنة لمنافسة الورق أمراً حتمياً في مجالات التعبئة والتغليف، ولكن في مجال الأكياس مازال الورق في الصدارة في تعبئة الأسمنت مثلاً وكذلك تغليف المأكولات السريعة وأيضاً أكياس وحقائب الشراء.