انقسامات حادة تهدد حزب العمال البريطاني بعد الاستفتاء

انقسامات حادة تهدد حزب العمال البريطاني بعد الاستفتاء

اقتصاد وعلوم\انقسامات حادة تهدد حزب العمال البريطاني بعد الاستفتاء

مع تولي وزيرة الداخلية تيريزا ماي رئاسة الوزراء في بريطانيا، يواجه حزب العمال المعارض أزمة تهدد كيانه بسبب الانقسامات والخلافات الشديدة على زعامة جيريمي كوربن.
وسينافس كوربن على هذا المنصب نائبان على الأقل في السباق الذي سيبدأ رسميا هذا الأسبوع، بعد أن انضم أوين سميث إلى أنجيلا إيجل في الإعلان عن ترشحهما للمنافسة التي يتوقع أن تعلن نتائجها في أيلول (سبتمبر).
وبحسب “الفرنسية”، فإن كوربن يواجه صعوبة في الاحتفاظ بمنصبه بعد التصويت الصادم على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في استفتاء 23 حزيران (يونيو)، حيث واجه تصويتا بحجب الثقة دعمه ثلاثة أرباع أعضاء الحزب في البرلمان.
وفشلت محاولات إبعاده عن السباق بإجباره على الحصول على ترشيح 51 على الأقل من نواب حزب العمال وأعضاء البرلمان الأوروبي، وسيتمكن كوربن الآن من بدء حملته متجاوزا النواب ليتوجه إلى أنصاره في نقابات العمال وأعضاء الحزب من القاعدة الشعبية الذين ساعدوا على فوزه بزعامة الحزب في أيلول (سبتمبر) الماضي، الذين تزايد عددهم بشكل كبير في الأشهر الأخيرة.
وقال بريان كلاس المتخصص في السياسة المقارنة في كلية لندن للاقتصاد إنه مهما كان الشخص الذي سيفوز بالمنافسة على الزعامة فإنه من المرجح أن يتسبب في انقسام الحزب بشكل أكبر، مضيفا أن الحزب يواجه أزمة تهدد كيانه لأن قوة كبيرة في الحزب هي أعضاء الحزب (جمعيته العمومية) لا يمكنهم التصالح مع قوة أخرى كبرى وهي أعضاء الحزب في البرلمان.
ويعتقد بعض المحللين أن انقسام الحزب أصبح أمرا محتما، وعنونت صحيفة “ديلي ميرور” اليسارية أمس ب “حرب غير متحضرة يمكن أن تقسم حزب العمال إلى الأبد”، مشيرة إلى أن السم في شرايين حزب العمال متغلغل وسام جدا حيث إن الجميع يرون أن هذا الوضع لن ينتهي بشكل جيد.
وفي مؤشر على التوترات ألقي حجر على مكتب دائرة إيجل الانتخابية ما دفعها إلى الطلب من كوربن “ضبط الأشخاص الذين يؤيدونه”، وكتب جوناثان فريلاند في صحيفة “جارديان” أن “الكراهية تسود الآن بين الجانبين”.
ويتعرض كوربن لضغوط شديدة منذ الاستفتاء، وسط انتقادات بأنه لم يبذل الجهد الكافي لإقناع الناخبين من الطبقة العاملة بالبقاء في الاتحاد الأوروبي، إلا أن عديدا من الأعضاء المعتدلين في الحزب الذي انتقل إلى الوسط تحت قيادة رئيس الوزراء السابق توني بلير، لم يتقبلوا مطلقا انتخاب كوربن المناهض للحرب، زعيما للحزب.

m2pack.biz